صنفت على أنها المناوشات الأكثر دموية منذ حرب الأيام الأربعة بين الطرفين سنة 2016.
بدأت هذه المناوشات يوم 12 يوليو/تموز 2020 حين حاول الجانب الأذربيجاني اختراق حدود جمهورية أرمينيا بالقرب من مقاطعة تافوش شمال شرق البلاد. فيما بعد انتقلت المناوشات إلى الجنوب من جمهورية أرمينيا وتحديدا في إحدى النقاط الفاصلة بين مقاطعة سيونيك الأرمنية وإقليم ناخيتشيفان الأرمني الذي ما يزال قابعا تحت الاحتلال الأذربيجاني.
وفي التفاصيل فقد شنت أذربيجان محاولتين فاشلتين يوم الأحد الموافق لـ 12 يوليو/تموز 2020 على الحدود مع أرمينيا في محاولة منها لخرق الجانب الأرمني وهي المحاولة التي بائت بالفشل الذريع إذ أنها خسرت 4 من جنودها وجرح 5 آخرين حسب الأرقام الرسمية الصادرة من باكو في حين أن بعض التسريبات من الداخل الأذربيجاني تحدثت عن مقتل 17 جنديا على الأقل.
تطورات الأحد 12 يوليو/تموز 2020
عند تمام الساعة 16:08 ادعت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن وحدات من القوات المسلحة لجمهورية أرمينيا قد قامت بعد الظهر من اليوم ذاته بـ “انتهاك صارخ” لوقف إطلاق النار في اتجاه منطقة توفوز (في الجانب الأذربيجاني يقابلها تافوش في الجانب الأرمني) وأطلقت النار على مواقع باستخدام القذائف المدفعية “.
عند الساعة 16:55 نشرت شوشان ستيبانيان، السكرتيرة الصحفية لوزير الدفاع الأرمني تافيت دونويان، بيانا على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك قالت فيه أنه حوالي الساعة 12:30 حاول جنود القوات المسلحة الأذربيجانية عبور حدود جمهورية أرمينيا في سيارة “جييب” لأسباب غير معروفة.. بعد تحذير الجانب الأرمني لهم ترك الجنود عربتهم وعادوا إلى مواقعهم. وفي الساعة 13:45 كرر الأذريون محاولة احتلال المركز الحدودي للقوات المسلحة الأرمنية وهذه المرة باستخدام قذائف المدفعية لكن القوات الأرمنية تصدت لهم عبر استهدافهم. وبحسب ستيبانيان، فإن الحافلة التي كانت تقل الجنود الأذريين قد تم تدميرها بالكامل.
في 13 يوليو ادعت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن القوات الأرمينية هاجمت مواقع أذربيجانية في مقاطعتي شهبوز وجلفا بأسلحة من العيار الثقيل في الساعة 22:45 من مساء اليوم السابق.
وفي الساعة 22:50، صرحت شوشان ستيبانيان أن القوات الأذربيجانية استأنفت قصف المناطق الأرمنية بقنابل يدوية من عيار 82 ملم وبحسب وكالات الأنباء فقد تم التصدي لهجمات العدو وتم تأمين الممرات الهامة في المنطقة مرة أخرى.
تطورات الاثنين 13 يوليو/تموز 2020
أصدرت وزارة الدفاع التابعة لأذربيجان تقرير ادعت فيه أن الجانب الأرمني قد هاجم مواقع أذرية في مناطق شهبوز وجولفا في اقليم ناخيتشيفان جنوب غرب البلاد وأن هذه الأعمال تسببت في حرق 5 هكتارات من الأراضي.
وفي تمام الساعة 1:30 قالت وكالة الأنباء الأذربيجانية الحكومية أن القوات الأرمنية قصفت بالمدفعية مناطق للمدنيين في قرية “أقدام”.. فردت عليها المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمنية، شوشان ستيبانيان، بالقول أن “القوات الأرمنية استهدفت فقط البنية التحتية الهندسية والوسائل التقنية للقوات المسلحة الأذربيجانية”.
في حوالي الساعة 14:00، قال رئيس الخدمة الصحفية بوزارة الدفاع الأذربيجانية، العقيد فاغيف دارجالي، أن الأذريون استهدفوا “مواقع وقواعد ومدفعيات” تابعة لأرمينيا. كما نشرت وزارة الدفاع الأذرية مقطع فيديو ادعت أنها لقاعدة عسكرية أرمنية مدمرة.
في حوالي الساعة 17:00، كتبت ستيبانيان أن “القوات المسلحة الأذربيجانية أطلقت ثلاث قذائف من قاذفة قنابل عيار 120 مم باتجاه شيناري” في مقاطعة تافوش الأرمنية وإحدى القذائف سقطت على منازل مدنية… في حين نفت أذربيجان الخبر مدعية أن الأذريون لا يستهدفون المدنيين.
في الساعة 18:45، ادعى الجانب الأذري أن القوات المسلحة الأرمنية “أطلقت النار على قريتي آدام ودوندار كوشكو في مقاطعة توفوز بقذائف هاون عيار 120 ملم.. وأنه تم إجلاء جميع “النساء والأطفال والمسنين من القرى”.. وهو ما نفاه الجانب الأرمني لأن الجيش الأرمني لا يستهدف المدنيين.
وفي ردود الأفعال الدولية فقد أصدرت الخارجية التركية بيانا حذرت فيه يريفان من “التمادي في عدوانها” مذكرة الجانب الأرمني أن تركيا بكل إمكانياتها تقف إلى جانب أذربيجان.
من جهة أخرى اصدرت الخارجية الروسية بيانا قالت فيه أن موسكو تعرب عن قلقها الشديد إزاء تفاقم الوضع على الحدود الأرمنية الأذربيجانية، وهي مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة لتحقيق استقرار الوضع.
تطورات الثلاثاء 14 يوليو/تموز 2020
في حوالي الساعة 5:30 فجرا، أفادت وسائل الإعلام المحلية الأذربيجانية أن الوحدات الأرمنية أطلقت النار على المواقع الأذربيجانية بأسلحة من العيار الثقيل من الساعة 3:00 إلى 4:00. وتجددت بوتيرة أخف حوالي الساعة صباحا 7:00. وكل هذه الأخبار فندها الجانب الأرمني حيث كتب رئيس كلية الأركان والقيادة بوزارة الدفاع الأرمنية، آرزون هوفهانيسيان، أن “الليل كان هادئا نسبيا”، على الرغم من مزاعم وسائل الإعلام الأذربيجانية.
في حوالي الساعة 9:00 صباحا كتبت ستيبانيان أن حركة الدبابات الأذربيجانية لوحظت من مواقع قتالية للقوات المسلحة الأرمينية وتم تتبعها بنيران من الجانب الأرمني.
في الساعة 09:16، أصدرت وزارة الدفاع الأذربيجانية بيانًا ، ادعت فيه إن “الوحدات العسكرية للقوات المسلحة الأرمينية انتهكت وقف إطلاق النار 74 مرة طوال اليوم في اتجاه مختلف الاتجاهات، باستخدام مدافع رشاشة من عيار كبير وقاذفات قنابل وقناصة.
في الساعة 11:16، صرحت ستيبانيان أن القوات الأذربيجانية “استهدفت البنية التحتية المدنية في لمدينة “بيرت” عبر ضربات من طائرات بدون طيار” لم تخلف أي إصابات. وبعد أقل من 10 دقائق، شاركت مقطع فيديو لقوات أرمينية قامت بتدمير القواعد الأذرية التي كانت تقصف المستوطنات الحدودية في تافوش.
بعدها بساعات قليلة تعلن الصحافة الأرمنية نقلا عن وسائل الإعلام الأذربيجانية أنباء رسمية من باكو التي اعترفت بمصرع 5 جنود آخرين لديها ليرتفع العدد الرسم المعلم إلى 11 قتيل بينهم ضباط رفيعي المستوى رئيس أركان الفيلق الثالث لديها اللواء بولاد هاشيموف ورئيس المدفعية في الفيلق ذاته العقيد إلغار ميرزي وهي الأخبار التي أكدها واعلنها شخصيا للشعب وزير الدفاع الأذربيجاني كريم فالييف.
عند الساعة الـ 4 عصرا نشرت ستيبانيان عبر صفحتها على الفيسبوك نبأ استشهاد جنديان أرمينيا أثناء تصديهم لمحاولات العدو الأذربيجاني الاعتداء على أراضي جمهورية أرمينيا. الشهيدان الأرمنيان هم: الرائد كاروش هامباتسوميان والنقيب سوس إلباكيان.
بعد ذلك بساعات نشرت وسائل إعلام تركية تصريحات لرئيسهم رجب طيب أردوغان أكد فيها وقوف بلاده بكل إمكانياتها إلى جانب أذربيجان ضد أرمينيا وهجماتها “المتهورة” على حد وصفه.
دبلوماسيا استدعت الخارجية الأرمنية السفير الأوكراني لديها احتجاجا على مواقف كييف من الأزمة القائمة بين أرمينيا وأذربيجان والمناوشات الجارية حيث كانت أوكرانيا قد أعربت عن قلقها العميق إزاء تفاقم الوضع على الحدود ودعت إلى تسوية سياسية تقوم على احترام ما سمته “سيادة أذربيجان وسلامة أراضيها” داخل حدودها المعترف بها دوليًا وهو ما أغضب الجانب الأرمني.
وفيما يخص الأسلحة الأرمنية الصنع التي استخدمت أثناء العمليات القتالية الدائرة قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمنية شوشان ستيبانيان أن الطائرات الأرمنية من دون طيار قد استخدمت على أرض الواقع ضمن ظروف المعارك الحقيقية لأول مرة وقد أثبتت نجاحا كبرا.
في حوالي الساعة 15:20 شارك ستيبانيان صور من الأقمار الصناعية تفيد على اقدام أذربيجان على توزيع معداتها العسكرية حوالي القرى التي يقطنها السكان لتمنع الجانب الأرمني من استهدافها خشية قصف المدنيين.
تطورات الأربعاء 15 يوليو/تموز 2020
كانت الأوضاع أهدأ بكثير في هذا اليوم عدا ساعات الصباح الأولى حيث نشرت وزارة الدفاع الأذربيجانية مقاطع فيديو، زعمت فيه أنها دمرت بعضا من المعدات العسكرية الأرمنية في الطرف الآخر من الحدود. الطرف الأرمني لم يعلق على هذه الأنباء بشكل مباشر.
أذربيجان قامت بقصف بعض القرى الأرمنية عند حوال الساعة الـ 4:00 عصرا وفورا بعد هذه الأنباء نشر رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان عبر صفحته على الفيسبوك ملف فيديو للحظة خروج طائرات سوخوي الحربية الأرمنية من ثكناتها باتجاه الحدود الأرمنية الأذربيجانية بهدف حماية حرمة الأجواء الأرمنية (ملف فيديو).
وبعد ظهر اليوم تظاهر شباب أرمن من حزب الطاشناك أمام السفارة الأوكرانية احتجاجا على موقف كييف من الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان وقام بعض الشباب بسكب حساء بورش الأوكراني على جدران السفارة.
حوالي الساعة 20:00، صرحت شوشان ستيبانيان أن “الوضع العملياتي على حدود الدولة الأرمنية الأذربيجانية لا يزال هادئا” ، على الرغم من “تسجيل إطلاق نار عشوائي من الجانب الأذربيجاني”.
تطورات الخميس 16 يوليو/تموز 2020
في حوالي الساعة 03:40 قامت القوات الأرمنية بصد محاولة تسلل جديدة من الجانب الأذربيجاني.. وفي حوالي الساعة الـ 05:20 بدأت الوحدات الأذربيجانية بقصف قرى آيكيبار وموفسيس باستخدام مدافع الهاون.
في حوالي الساعة الـ 04:00 فجرا تجددت الاشتباكات وادعى الجانب الأذري أن قراهم تتعرض للقصف من قبل أرمينيا دون أن يذكروا للعالم أنهم (أي الأذريون) يستخدمون المدنيين كدروع بشرية عبر توزيع معداتهم العسكرية بجانب القرى والأحياء السكنية.
بعدها بساعات قليلة تعلن وزارة الدفاع الأرمنية أن قواتها المسلحة قد دمرت دبابة تابعة للجيش الأذربيجاني وكذلك بطارية للمدفعية كانت قد استخدمت لقصف المراكز السكنية الأرمنية.
وفي خضم كل هذه المناوشات والخسائر التي تكبدها الجاني الأذربيجاني أعلن إلهام علييف إقالة وزير الخارجية إلمار ممادياروف بسبب تقصيره في ملف التصعيد العسكري مع أرمينيا. أما وزارة دفاع بلاده فقد هددت – ودون خجل – عبر المتحدث باسم الوزارة أن باكو قد تنفذ ضربة دقيقة على محطة ميتسامور الذرية غربي أرمينيا في حال استمرار التصعيد بين الطرفين.. متناسيين أن ضرب تلك المحطة القريبة من الحدود التركية سوف تضر حلفائهم الأتراك قبل أعدائهم الأرمن.
أما تركيا فقد عادت للتهديد من جديد هذه المرة على لسان وزير الدفاع، خلوصي آكار، الذي قال هو الآخر أن أرمينيا ستدفع الثمن و أن “يريفان ستغرق في مكائدها وستدفع ثمن فعلتها“.