هي عاصمة أرمينيا وأكبر مدنيها عدا عن كونها واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم. تقع على طول نهر هرازدان وهي المركز الإداري والثقافي والصناعي لجمهورية أرمينيا. أعلنت عاصمة للبلاد منذ العام 1918 وهي العاصمة الثالث عشر في تاريخ أرمينيا وسابع عاصمة أرمنية واقعة على ضفاف جبال آرارات التوراتية الشهيرة.
يعود تاريخ هذه المدينة إلى القرن الثامن قبل الميلاد وتحديدا إلى العام 782 ق.م. حين تم تأسيسها على يد الملك آركيشتي الأول في أقصى الغرب من سهل آرارات. كانت تدعى وقتها أيريبوني وصممت لتكون المركز الإداري والديني والملكي للإمبراطورية الأرمنية. خضعت للسيطرة الإيرانية في القرن السادس عشر والتي استمرت حتى العام 1828 حين أصبحت بعدها جزءا من الإمبراطورية الروسية، ليس فقط هي بل أيضا كامل أرمينيا الشرقية في حينه، كنتيجة حتمية لخسارة الإيرانيين في الحرب الروسية الفارسية (1826-1828).
بعد الحرب العالمية الأولى أعلن عن يريفان عاصمة لجمهورية أرمينيا الأولى حيث كان قد وفد إلها عشرات الألاف من الناجين من الإبادة الجماعية الأرمنية التي ارتكتها السلطات العثمانية بحق أرمن الآناضول والتي تسببت في استشهاد أكثر من مليون ونصف المليون من الأرمن في أول عملية تطهير عرقي في القرن العشرين. المدينة توسعت بشكل كبير في القرن العشرين وفي غضون سنوات قليلة تحولت من بلدة إلى مدينة كبيرة مأهولة بمئات الألاف من السكان، خاصة في حقبة الإتحاد السوفياتي.
مع التقدم الاقتصادي التي شهدته أرمينيا بعد الإستقلال وخصوصا بعد تجاوز الأزمات والأوضاع الصعبة في العقد الأول بعد الإستقلال بدأت يريفان تتحول شيئا فشيئا إلى ورشة عمل كبيرة إذ بدأ العمار وبناء الأبنية ذات الطراز العصري في كل مكان. كما أن المدينة شهدت ثورة في المطاعم والمقاهي والحانات والفنادق والمقاهي الليلية وتحولت إلى مدينة سياحية بامتياز لدرجة أنها أصبحت حديث الساعة لدى العديد من الشركات والهيئات السياحية في العالم وأختاتها موقع Yahoo Travel العام الماضي هي وكامل أرمينيا القبلة السياحة الأولى التي ينبغي على السياح زيارتها في العالم.
يعيش في يريفان 1.060.138 مواطن أرمني حسب إحصائيات العام 2011 أي ما يقارب 35.1% من مجموع سكان جمهورية أرمينيا. أختارتها منظمة اليونسكو عاصمة عالمية للكتاب لشدة ولع سكانها بالقراءة والثقافة وهي عضو مشارك في رابطة المدن الأوروبية.
لا تتميز يريفان بأنها عاصمة أرمينيا فحسب وأكبر مدن البلاد، وإنما توصف بكونها متحفا تاريخيا كبيرا، فلا يزال الصليب الحجري (الخاتشكار) موجودا في كل زاوية وما يزال تمثال أرمينيا الأم يراقب العاصمة من أعلى تلة، مخلدا انتصارات النساء العظيمة من أجل بناء أرمينيا.
تضم يريفان وحدها أربعة آلاف تمثال لموسيقيين وجنود وملوك تعاقبوا على حكم أرمينيا، ويتربع على عرش كل التماثيل تمثال مسيروب ماشدوتس، مبتكر الأبجدية الأرمنية، ولا ننسى جبال أرارات الذي يمثل رمز أرمينيا الوطني على الرغم من أنه بات في الجانب الآخر من الحدود مع تركيا ولو بشكل مؤقت.
سكانها غالبيتهم أرمن مع وجود اقليات مثل الاكراد، الأشوريين، الروس والاذريين، وتقع عند الطرف الشرقي لجبال آرارات الشهيرة.
تعتبر من المدن القليلة في العالم التي تمتلك شهادة ميلاد خاصة بها. المدينة تمتد على مساحة 227 كلم مربع وترتفع عن مستوى سطح البحر بمقدار 989.4 مترا. يعيش فيها 1.111.300 حسب آخر الإحصائيات وعمدتها حاليا السيد دارون ماركاريان.
تتميز يريفان بكونها مدينة خضراء إلى حد كبير إذ ثمة إهتمام كبير في زيادة المساحات الخضراء في المدينة حتى يقال أنه ثمة ثقافة منتشرة بين العامة في هذه المدينة حيث يتباهى الناس بعدد الأشجار التي قاموا بغرسها في مدينتهم فكلما كانت أكثر كلما لقيت نزيدا من الأحترام من الأخرين.