كما كنا قد ذكرنا في وقت سابق فقد تم فصل نائبة بلجيكية من أصول تركية من حزبها بعد أن أعلن الحزب الأسبوع الماضي أنه سيفصل كل من ينكر حقيقة الإبادة الجماعية الأرمنية. ولأن النائبة أصرت على موقفها الرافض للإعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية فكانت النتيجة الحتمية الفصل من الحزب مع العلم أن هذه النائبة عضو أيضا في البرلمان البلجيكي.
الخبر انتشر بسرعة في الإعلام الأرمني كما الأوروبي والعالمي ولكن الطريف أنه الخبر نشر عبر الإعلام التركي مغايرا تماما.. فوفقا لعشرات المواقع والصحف العربية الرسمية كما الخاصة فإن قرار فصل هذه النائبة جاء بسبب “إلتزامها وحجابها” على حد تعبير هذه الصحف التي نقلت هذا الإدعاء الكاذب من وكالة الأناضول التي لها صرحت النائبة التركية الأصل أن الإبادة الأرمنية كانت “حجة لفصلها ولكن السبب الحقيقي للفصل كان حجابها”.
المضحك في تصريح النائبة التركية هو تناسيها أنها وإن كانت الوحيدة التي طردت إلا أنها لم تكن الوحيدة المهددة بالطرد ولكن الفرق بينها وبين الآخرون أن البقية اقروا بحقيقة الإبادة بينما هي رفضت وبالتالي سبب الفصل ليس الحجاب وإنما موقفها من حدث تاريخي أجمع معظم المؤرخين على حقيقتها، ورفضها لا يتناسب مع المبادئ الأخلاقية ليس فقط لحزبها بل لمعظم الأحزاب الأوروبية.
على كل حال ليس غريبا على الإعلام التركي تزوير الحقائق وكل ما يمت بصلة لموضوع الإبادة الجماعية الأرمنية وتصويره على أنه صراع مسيحي-إسلامي.. ولكن الغريب هو الإعلام العربي الذي نقل الأنباء عن التركي ولم ينقله عن الأوروبي أو الدولي.. وعلى الأغلب فإن الشعب العربي المغلوب على أمره سيصدق أن هذه النائبة تم فصلها بسبب إلتزامها الديني.