صوغومون تيهليريان من مواليد 2 أبريل/نيسان 1897، أحد الناجين من الإبادة الجماعية الأرمنية والشخص الذي كلف بمهمة قتل المجرم وزير داخلية الإمبراطورية العثمانية والذي كان أحد أهم منفذي عمليات الإبادة بحق الأرمن، طلعت باشا وذلك في برلين يوم ١٥ مارس/آذار من العام 1921.
قتل الطاغية طلعت جاءت كجزء من عملية “نيميسيس” للحزب الثوري الأرمني، الطاشناك. وكان طلعت باشا ممن صدر بحقهم احكام غيابية بالإعدام من قبل المحكمة العسكرية التركية بين الأعوام ١٩١٩-١٩٢٠ بسبب جرائمهم المرتكبة في الإمبراطورية العثمانية والتي من بينها طبعا جريمة الإبادة الجماعية الأرمنية… ولكن حين صدرت هذه الأحكام كان معظم من نفذوا الإبادة قد فروا إلى أوروبا وفي بعض الأحيان بمساعدة بعض الدول الأوروبية.
القي القبض على صوغومون تيهليريان في بيرلين وتمت محاكمته لأنه قتل شخص وسط المدينة وفي وضح النهار أي أنه لا مفر من العقاب فالجريمة واضحة وضوح الشمس باعترف تيهليريان نفسه حين جوابه لسؤال وجه إليه من القاضي حول عملية القتل فقال: “نعم قتلته ولكني لست مجرما”…
بعد ساعة ونصف من المداولات.. المحكمة تصدر قرارها النهائي: صوغومون تهليريان بريء ولم يرتكب أي جرم.
لمحة مختصرة عن حياة تيهليريان:
ولد صوغومون تيهليريان في إحدى قرى مقاطعة أرضروم في أرمينيا الغربية يوم 2 أبريل/نيسان 1897. تلقى تعليمه الإبتدائي في مسقط رأسه لينتقل بعدها إلى مدينة اسطنبول التي تخرج منها.
في حزيران من العام 1915 أمرت السلطات العثمانية السكان الأرمن في الولايات الشرقية بما فيها القرية التي كان يقطن فيها سوغومون تهليريان مع عائلته بالإخلاء فورا. واضطر تهليريان مع جميع أفراد اسرته وأقاربه إلى الرحيل. بعد ساعات طويلة من السير على الأقدام سمع إطلاق كثيف للرصاص حيث كانت القوات العثمانية قد هاجمت على القوافل الأرمنية. في ذلك اليوم استشهدت والدة تهليريان بالرصاص وتم إغتصاب إحدى أخواته خلف الأشجار، وأقدم جندي تركي على تهشيم جمجمة شقيقه أمام أعينه ومن ثم تم ضرب تهليريان في رأسه مما أدى إلى فقدانه الوعي ودخوله في غيبوبة.
بعد ذلك تروي الحكاية أن تهليريان استطاع الوصول إلى مدينة تبليسي وانضم إلى صفوف الاتحاد الثوري الأرمني، التاشناك. كما انضم إلى صفوف المتطوعين في فريق الجنرال آنترانيك، وفي العام 1921 تم اختياره لتنفيذ عملية سرية غاية في الخطورة وهي إغتيال الطاغية والحثالة طلعت باشا.
حكم تهليريان في ألمانيا بتهمة القتل المتعمد ولكن تمت تبرئته في نهاية المطاف من قبل المحكمة نفسها، مما اثارت ضجة كبيرة في حينها. محاموا الدفاع ممن وكلت اليهم مهمة الدفاع عن تهليريان ركزوا في جلسات المحاكمة على أحداث الإبادة الجماعية الأرمنية والظلم الذي لحق بالشعب الأرمني والتبعات النفسية التي خلفتها تلك الاحداث على الناجين ومن بينهم طبعا صوغومون تيهليريان.
بعد ساعة ونصف من المداولات.. المحكمة تصدر قرارها النهائي: صوغومون تهليريان بريء ولم يرتكب أي جرم.
توفي صوغومون تيهليريان في الـ 23 من مايو/أيار سنة 1960.