الصورة المرفقة، والتي نعرضها لكم نقلا عن النسخة الانكليزية لموقع الموسوعة العالمية الويكيبيديا، هي لأطفال أرمن ممن نجو من الإبادة الجماعية الأرمنية التي تعرض لها الشعب الأرمني مطلع القرن الماضي على أيدي السلطات العثمانية والتي اودت بجياة ثلثي الأمة الأرمنية.
في الصورة والتي تعود للعام 1915 (حسب الموسوعة) نلاحظ الطلاب الأرمن وهم جالسون على “مقاعد” الدراسة. هي لم تكن مقاعد بقدر ما كانت مجرد الواح خشبية مصفوفة على الحائط بشكل افقي واكتظ الطلاب عليها حاملين كتبهم وغير عارفين ربما أنهم سيكونون في المستقبل القريب أكثر الطوائف عملا وإنتاجا ومساهمة في بناء وتطوير ليس فقط مدينة حلب بل كامل البلاد السورية التي احتضنتهم.
بالطبع ثمة فرق كبير بين مدارس الأرمن في مدينة حلب اليوم (نقصد قبل الأزمة الحالية التي تشهدها سوريا) وبين المدرسة التي نراها في الصورة.. ولكن لا بأس، فكما بناء الأرمن أجمل الأحياء وأكثرها نشاطا وحيوية وإنتاجا انطلاقا من مدرسة كتلك التي نراها في الصورة، سيعود أرمن سوريا لبناء أحياء وعمارات أكثر جمالا من كل ما دمرته الحرب الجارية في سوريا منذ العام 2011.
نحن هنا لا نتدخل في ما يجري في سوريا، ولكن الأرمن معروفين بحبهم للبناء والتطوير.. وإن من يصف الأرمن أنهم مجرد “قندرجية” كما قالها غسان العبود صاحب قناة أورينت السورية عليه أن يعلم أن هؤلاء القندرجية ورغم فظاعة الكارثة التي لحقت بهم أسسوا مدارسهم المتواضعة مباشرة فور وصولهم حلب ومنها انطلقوا نحو مستقبل واعد واصبحوا معادلة صعبة في مدينة يسكنها 7 ملايين شخص وبلاد تضم 24 مليون إنسان.
نعم إنهم الـ “قندرجية” الذين سيطروا على 15% من الاقتصاد السوري رغم أن نسبنهم لم تكن تتجاوز الـ 1% من مجموع الشعب السوري، والكلام طبعا ليس لنا بل لأحد المسؤولين السابقين في سوريا أثناء حديث له عن السوريين من أصل أرمني… يا ليت الشعب السوري بأكمله كان قندرجيا يا استاذ عبود، ربما كنا حولناها معا لسويسرا الشرق.