هي سلسلة المجازر التي نفذت في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بحق الأرمن القاطنين في أراضيهم التاريخية شرق الأناضول بين عامي 1894 و 1896. وراح ضحية هذه المجازر قرابة 300 ألف أرمني كما خلفت ما يقرب الـ 50 ألف يتيم.
المسرح الرئيسي لـ المذابح الحميدية كانت المرتفعات الأرمنية شرقي الأناضول واعتبرت من أسوأ المجازر التي لحقت بالأرمن في الفترة ما قبل الإبادة الجماعية الكبرى أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى.. وطالت بعض الأقليات المسيحية العربية خاصة في مدينة ديار بكر وإن كان المستهدف الرئيسي منها الوجود الأرمني.
المجازر بدأت ضد أرمن القسطنطينية لتنتشر بعدها إلي باقي المناطق، خصوصاً مقاطعات المرتفعات الأرمنية ونخص بالذكر بيتليس، ديار بكر، سيواس، طرابزون و فان. تختلف التقديرات حول أعداد الأرمن الذين قُتلوا، ولكن الوثائق الأوروبية الخاصة بهذه المذابح رفعت أرقام أعداد الضحايا إلى 300 ألف.
اعتمدت السلطات العثمانية على عمليات الترحيل القسري لحوالي 546,000 من الأرمن ضمن خطط مدروسة تخللتها عمليات قتل وذبح للبشر وتدمير لمئات الكنائس والأديرة وتحويلها قسراً إلى مساجد. وقام السلطان العثماني بإثارة القبائل الكردية لكي يهاجموا القرى الأرمنية في جميع المناطق. وعلى الرغم من أن عبد الحميد الثاني لم يكن متورطًا بشكل مباشر، إلا أنه يُعتقد أن المجازر حظيت بموافقته الضمنية، وبالتالي يتهم عبد الحميد الثاني بكونه أول من بدأ بتنفيذ المجازر بحق الأرمن الذين كانوا تحت حكم الدولة العثمانية.
استخدم السلطان العثماني الكتائب الحميدية في مهمة القضاء على الأرمن شرق الأناضول في هذه المذابح التي عرفت فيما بعد بالمذابح الحميدية.. والكتائب الحميدية هذه كانت مجموعة من الخيالة شبه النظامية مدججة بالسلاح أسسها السلطان عبد الحميد الثاني من أبناء العشائر الكردية والتركية والتركمان واليوروك وبعضا من العرب في عام 1885 لإستخدامها في الحرب ضد روسيا ولتعويض النقص في الخيالة العثمانيين.. ولكن للأسف استخدامهم الأكبر كان فقط للقضاء على الأرمن.
حجت العثمانيين في ارتكاب هذه المجازر ضد الأرمن كانت إدعائهم أن هؤلاء الأرمن يعاونون الروس ضد الدولة العثمانية حيث أن عدد من أرمن الإمبراطورية الروسية كانوا بالفعل جنود ضمن الجيش الروسي لأنهم كانوا مواطنون روس تماما كما الأرمن في الإمبراطورية العثمانية ممن كانوا مواطنين عثمانيين في النهاية وبالتالي كانوا مضطرين لخدمة الجيش العثماني.
المفارقة أن أكراد روسيا أيضا كانوا جنود في الجيش الروسي وأيضا شاركوا في محاربة الدولة العثمانية إلا أن العثمانيين لم يستخدموا الحجة ذاتها للقضاء على أكراد تركيا.. ربما لأنهم كانوا بحاجة لهؤلاء لاستخدامهم لاحقا كإحدى الأدوات في القضاء على الوجود الأرمني في أراضي أرمينيا التاريخية.