تعتبر أرمينيا من أقدم مناطق الشرق الأوسط في التاريخ، حيث كانت تمتد من شواطئ البحر الأسود إلى شواطئ بحر قزوين والبحر الأبيض المتوسط. وقد عاش فيها الأرمن منذ زمن سحيق. وينتمي الأرمن إلى المجموعة الهندو أوروبية، ويمثلون إحدى أقدم شعوب وثقافات الشرق الأوسط. وتحمل اآقار الفنية، التي صمدت حتى يومنا هذا في وجه أعمال التدمير والنهب قديما وحديثا، دلائل واضحة على غزارة وثراء التراث الثقافي الأرمني في الماضي.
ويتسم تاريخ أرمينيا بفترات طويلة من الاستقرار الوطني والاستقلال تتخللها فترات من الاحتلال والقهر الأجنبي. إلا أن سلسلة الغزوات الأجنبية المتتالية لم تتمكن من كبت الروح الخلاقة التي يتمتع بها الأرمن، كما لم تتمكن من وقف إسهام الأرمن في بناء الحضارة العالمية.
وقد أسفر سقوط المملكة الأرمنية المستقلة سنة 1375 م والحروب التي نشبت خلال القرون التالية بين تركيا وفارس وبين روسيا وفارس وبين روسيا وتركيا، عن تقسيم أرمينيا إلى ما بات يعرف بأرمينيا التركية وأرمينيا الروسية، وكان طبعا الشطر الأكبر منها يقع في الجزء التركي.
وفيما عاش الأرمن حياة كريمة نسبيا في ظل الحكم الروسي، كان الأرمن في أرمينيا التركية يسعون جاهدين لضمان ظروف حياتية معقولة وضمان إدخال الإصلاحات الكفيلة لرفع القهر والظلم عنهم، وحماية ثقافتهم الوطنية وصون كرامتهم. هذه الآمال والطموحات كانت الأساس الذي شكلت ما سمي فيما بعد بالقضية الأرمنية.
موقع خبر أرمني يقدم لكم سلسلة مقالات ودراسات عن القضية الأرمنية من وجهة نظر القانون الدولي، وطبعا لابد من التميز بين القضية الأرمنية والإبادة الجماعية الأرمنية فلولا الأولى لما حدثت الثانية.
تفضل بالنقر على الروايط التالية:
قتل أمرىء في غابة جريمة لا تغتفر، وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر
إن عصرنا الحاضر لا يماثله عصر آخر من العصور السابقة، فهو عصر التحولات الكبرى، والثورات الكبرى، والحروب الكونية، والصفقات التي شملت حتى الشعوب، باختصار هو عصر العقل والجنون، حقوق الإنسان وذبح الإنسان، عصر الصعود الهائل، والسقوط المدوي، التكتل الكبير، والتفكك الأكبر، ومع ذلك تستمر دورة الحياة وإن تغيرت الأشكال والمعايير.
قضايا كثيرة في عصرنا قد وجدت الحل أو الطريق إلى الحل، لكن القضية الأرمنية والإبادة التي تعرض لها الأرمن مطلع القرن الماضي تبقى الأكثر غرابة – إن صح هذا التعبير – فالشعب الأرمني والوطن الأرمني، والحضارة الأرمنية، كيان قائم ناجز، له تاريخه واستقلاله وأبجديته وملوكه وفنه الرائع، وترائه العظيم… أكمل المقال عبر هذا الرابط.
myaccordion
أخذت أوضاع الأرمن بالتدهور عندما بدأت الشعوب البلقانية نضالها التحرري ضد العثمانيين خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، الأمر الذي أدى إلى التدخل الأوروبي. وقد اسفرت ثورة البلقان عن نشوب حرب بين روسيا وتركيا في الأعوام 1877 و1878 وانتهت بانتصار الروس. وقد تضاءلت كثيرا جدوى معاهدة سان استيفانو التي كانت تنص على إجراء إصلاحات في أرمينيا (المادة 16) نتيجة إبرام معاهدة برلين التي نصت في المادة 61 منها على ما يلي:
((يتعهد الباب العالي، وبدون أي تأخير، بإدخال التحسينات والإصلاحات التي تستلزمها المتطلبات المحلية في المقاطعات التي يقطنها الأرمن، وضمان أمنهم تجاه الشراكس والأكراد. كما يتعين على الباب العالي من حين لآخر أن يحيط القوى الكبرى، التي ستقوم بالإشراف على تنفيذها، علما بأي أمر يتعلق بذلك)).
وهكذا دخلت القضية الأرمنية المعترك الدولي بشكل رسمي. .. إقرأ كامل المقال على هذا الرابط.