هذه الاغنية للأب غوميداس الذي ضمّ الى سوقية الابادة الاولى التي احتوت على 280 طبيب ومهندس وعضو برلمان ومدرّس وشاعر وكاتب وصحفي ورجل دين وفنان ونحات ورسام.. رأى بأم عينيه رفاق دربه من النخبة تسحق رؤوسهم بالحجارة وتلقى جثثهم على قارعة الطريق.. وتدخل بابا روما والسفير الفرنسي في تركيا 1915 ليتم اطلاق سراحه، وأخذ الى فرنسا وعاش هناك بائساً حزيناً تلفّه الكآبة ويقتله الشوق والحنين لوطنه لى أن لفظ الروح… جمع كل الموسيقى الكردية وكتب نوطتها وحفظها من الضياع وكانت مكافأة الاكراد له ولشعبه عظيمة جداً. كتب في الموسيقى الشعبية الارمنية وعزفها ونوّطها وحفظها من الضياع، وكتب للأطفال واعاد تلحين التراتيل الدينية التي ترتل في الكنائس الأرمنية. هذا الملحن الفذ لا يقترب من موسيقاه احد إلاّ النخبة… ولينا شماميان هذه المرة هي كل النخبة.
على حد علمي هذه الاغنية الأرمنية الثانية التي تغنيها شماميان…الاولى هي sareri hovin mernem ولم اكن استطيع سماعها من لينا والسبب تعرفه لينا تماماً … لقد تعمدت لينا اقحام الربع تون الشرقي في هذه الاغنية وخاصة في المقدمة فخرجت الاغنية عن مسارها الطبيعي لأن الموسيقى الأرمنية لا تحوي الربع تون. في سيارتي فلاش ميموري تحوي كل اغاني لينا واجد نفسي دوماً مضطر الى تقديم اغنية لينا sareri hovin mernem لأستمع الى التي بعدها … ربما تعود لينا لتغني هذه الاغنية بدون استخدام الربع تون في المستقبل، اليوم عثرت على اغنيتها الجديدة وبالاحرى اغنية الأب غوميداس hov arek sarer djan فسمعتها أول مرة بقلب وجل وخفت ان يحدث لهذه الاغنية الثانية ما حدث للاولى. ولكن تعرفت وعن قرب للذهب عيار 24 قيراط. لا يجرؤ أحد الاقتراب من أغاني غوميداس إلاّ النخبة. واليوم اكتشفت ان لينا شماميان هي نخبة النخبة. تم تفعيل الاعادة التلقائية من البداية للأغنية الجديدة في المكتب وفي السيارة وعلى اللاب توب الموجود في البيت وسمعت الاغنية عشرات المرات …
لينا شماميان الرائعة هذه المرة 100% غنّي geroung يا لينا … غنّي dzirani dzar يا لينا …وجربي ان يلحن لك آرمن أرمنية بالنسبة للأغاني الأرمنية فهؤلاء خلقهم الله وكسر القالب، و زياد الرحباني وشقيق جوليا بطرس بالنسبة للأغاني العربية… وسجلي أغاني أرمنية خاصة بك ولكن في أرمينيا.
سعادتي اليوم لا توصف لأني سمعت اغنية غوميداس بصوتك يا لينا.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الارمني
وعازف اورغ غربي منذ العام 1970