9586.jpg

ليون زكي: هل السوريون الأرمن في أرمينيا مهجرون؟

أكد رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني ليون زكي أن السوريين الأرمن الذين وفدوا إلى أرمينيا بسبب الحرب التي لا تزال دائرة في سورية بمثابة مهجرين على الرغم من حصولهم على الجنسية الأرمينية والتي حرمتهم من المساعدات الدولية المقدمة للاجئين السوريين.

وأوضح زكي أن قوانين جمهورية أرمينيا تمنح الحق لكل أرمن الشتات بالحصول على الجنسية لأن أجدادهم من أرمينيا الدولة غير العنصرية والتي تضم كل عرق ودين دون تمييز وتتيح لكل مقيم فيها لمدة 5 سنوات الحق في طلب جنسيتها إن شاء بينما لا يحتاج الأرمن إلى الإقامة لأن منح الجنسية لهم واجب على الدولة إزاءهم.

ولفت زكي إلى أنه جمهورية أرمينيا مستمرة في منح الجنسية لكل أرمني يرغب بالحصول عليها من دول العالم ومنهم السوريين بطبيعة الحال “في العام 2008 أبديت رأياً معارضاً للفكرة لأن السوريين الأرمن ليسوا جالية في سورية بل من نسيج الوطن السوري ومكوناته المهمة وله الحرية بالهجرة إلى أرمينيا لاكتساب الجنسية لكن وجوده وإقامته داخل سورية ومنحه الجنسية الأرمينية إجراء لا معنى ولا مغزى له”.

وعزا سبب معارضته إلى أن توزيع الجنسيات على السوريين الأرمن وهم مقيمون في سورية “قد يدفع ببعض السوريين من التكفيريين مستقبلاً بفرض الهجرة من سورية علينا إلى بلدنا أرمينيا التي نحمل جنسيتها بينما نحن سوريين أولاً ونتمتع بحقوق المواطنة كاملة ولا يتم تمييزنا عن أي سوري آخر راهناً”.

ولفت رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني إلى أن من مساوئ إجراء منح الجنسية لكل الأرمن عدم شمول المهجرين منهم إلى أرمينيا بصفة اللاجئين وميزاتها من منظمات الأمم المتحدة ذات العلاقة بالإغاثة لأنهم حاصلين على جنسية الدولة التي وفدوا إليها “على الرغم من أن كثير من السوريين الأرمن في أرمينيا لا أقارب لهم ولا معارف فيها، ومن هنا أتت مسؤولية الحكومة الأرمينية ودور الجمعيات الأهلية ومجلس الأعمال السوري الأرميني حيالهم كمواطنين أصلاء لهم ما لهم وعليهم ما عليهم ويستحقون الدعم الذي جرى ترجمته بحصولهم على مساعدات وانتزاع 11 قرار حكومي لمساعدتهم على التغلب على المصاعب التي تعترضهم خصوصاً في مجال التعليم والسكن وتأمين فرص العمل وهو حق على أرمينيا المسؤولة عنهم على اعتبارهم مواطنيها”.

وأشار زكي للناحية الإيجابية لحاملي الجنسية الأرمينية بأن “حامل جواز سفر الأرميني يحق له دخول أكثر من 50 دولة بدون تأشيرة (ڤيزا) وقريباً دول المجموعة الأوربية، بالإضافة إلى التسهيلات للحصول على ڤيزا لدول عديدة.

وشدد ليون زكي على أن السوريين الأرمن اللاجئين في أرمينيا يعدون نفسهم ضيوفاً مؤقتين “وهم بفارغ الصبر للعودة إلى سورية حيث مساكنهم ومصادر رزقهم والتي دمر معظمها لكنهم على استعداد لإعادة بنائها من جديد ومواصلة حياتهم مع استتباب الأمن وعودة الحياة إلى مدنهم وبلداتهم”.

وكانت تصريحات رسمية أرمينية أطلقتها وزيرة الشتات والمغتربين الأرمن هرانوش هاكوبيان أخيراً أوضحت فيها أن العاصمة يريڤان استقبلت 2500 من السوريين الأرمن منذ مطلع الأحداث في سورية بداية 2011 حتى أيار الماضي هرباً من أعمال العنف التي تعيشها، وبينت الوزيرة إلى أن أرمينيا لن تقم ببناء مخيمات لجوء للوافدين السوريين من أصول أرمينية لأنهم ليسوا لاجئين بل أرمن ومعظمهم يملك الجنسية الأرمينية، ولذلك لا توليهم الدول والمنظمات الكبيرة اهتماماً من خلال المساعدات التي تقدمها للسوريين في بلدان أخرى.

وذهبت تقديرات أخرى إلى أن حلب لا زالت تضم نحو 20 ألف سوري أرمني رفضوا النزوح منها بفعل الحرب وهي التي كانت تأوي نصف عدد السوريين من أصل أرمني والبالغ عددهم أكثر من 100 ألف نسمة قبل بدء الحرب في سورية.

scroll to top