9529.jpg

حان وقت الفرج.. بقلم: ليون زكي

يا محنة اشتدي فأنك إلى انفراج وياغيمة ابرقي فأنك إلى زوال، فلكل مسألة حل وبعد كل هضبة وهدة ومع كل تأزم هدوء وإن مع كل عسر يسرا.

صحيح أننا خضنا مباريات نازلتنا فيها جميع دول العالم على أرضنا، صحيح أن الشوط الأول استمر خمس سنوات لكن ومع دخول كل اللاعبين الشوط الثاني فإن عمره سيكون قصيراً ولن نخرج مهزومين لأننا قريباً سنعيد رص صفوف منتخبنا الوطني ونرتب خططنا وسنخرج عن إملاءات المدربين الأجانب ونتمرد ونتصدى لمؤامرات التحكيم.

علمتنا الأزمة وتجاربها ألا نظل بيادق بيد الكبار وبالونات اختبار لجس نبض الطائفية أو خريطة لرسم أولى ملامح سايكس بيكو جديد وشرق أوسط كبير. علمتنا مخاضات الحرب ألا نقحم الآخرين في شؤوننا وألا نغدو مطية لمشاريعهم وطمعهم فينا. آن أوان إعادة السيوف إلى أغمادها والقذائف إلى صناديقها ومستودعاتها، حان وقت الاحتكام لأنفسنا، لهويتنا وتاريخنا ونهضتنا وحضارتنا، حان زمن انتزاع قرار الرجوع عن الاحتراب والمصالحة مع الذات والنزوع إلى السلم.

غداً يوم شمس مشرقة وحلم دافئ وأمل واعد وزمن جميل. اشتقنا إليك يا وطننا ، طالت غربتنا عنك، ذقنا بلوعة مرارة الفراق. سنرجع إليك عند أول منعطف لنضمد جراحك ونعيد البسمة إلى شفتيك عسى أن تحتضننا لننعم بالسكينة والحبور بعدما أنهكنا الوجع والاقتتال، نحن الذين قسونا عليك بظلمنا أنفسنا ودفعنا ضريبة عنجهيتنا واستكبارنا وبغينا وبكلفة فاقت توقعاتنا وحساباتنا التي لم تكن صائبة منذ بداية عهدنا بغرورنا وغدرنا ببعضنا بعضاً.

أملنا أن الهم سيزول وأن المحنة ستنجلي، ولو بعد حين، وكما يقول الشاعر:
أيها الحامل هماً إن همك لا يدوم… مثلما تفنى المسرة هكذا تفنى الهموم

بقلم: ليون زكي،
رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني.

scroll to top