غالباً ما يتم ربط الوجود الأرمني في لبنان بالمجازر التي تعرض لها هذا الشعب في بدايات القرن العشرين، فيعتقد الكثيرون أنهم لم يطأوا الأراضي اللبنانية إلا بعد الحرب العالمية الأولى… إلا أن الأرمن قد سكنوا جبال كسروان قبل ذلك، ومنذ القرن الثامن عشر، وها إن دير سيدة بزمار يشهد على ذلك منذ أكثر من 260 عاماً.
الطوائف الأرمنية الموجودة في لبنان هي من بين الطوائف الأرمنية العريقة حول العالم. بعد الخروج من هول الإبادة، تمكّن الأرمن خلال وقت قصير من بناء بيئة أرمنية مزدهرة بهيكلياتها العديدة والمتنوعة كالكنائس والأديرة والمدارس والنوادي الصحافية والثقافية والرياضية والمؤسسات الخيرية، ومن إعداد وتنمية الأجيال الجديدة الحافظة لللغة الأرمنية والمحبّة للوطن. إن الأرمن بفضل التعامل الأخوي الذي لاقوه من قِبل الدولة والشعب اللبناني تمكنوا من حفظ تراثهم الثقافي والقيم الوطنية الغنية، وقد أصبحوا مواطنين بكل معنى الكلمة. وبفضل نشاطهم ومواهبهم كانت لهم المساهمة الفاعلة في نمو وإزدهار لبنان. إن الأرمن اللبنانيين متواجدون بالتحديد في مناطق بيروت وبرج حمّود وهادجن وجبل لبنان وبلدة عنجر وفي مناطق أخرى من البلاد.
الوجود الأرمني في لبنان من خلال دوره وطاقاته الخاصة يشكّل اليوم جسر التواصل المتين ما بين الدولتين الشقيقتين لبنان وأرمينيا. كان يصل عدد الأرمن في لبنان حتى أواسط السبعينيات الى حوالي 250-300 ألف نسمة. الحرب الأهلية الطويلة في لبنان والأوضاع الأمنية والإقتصادية المتردية الناتجة عن هذه الحرب أدت الى تراجع هذا العدد الى حوالي 140-150 ألف نسمة. ودائماً تُعطى أرقام أكثر او أقل عن هذا العدد، وهي تكون غالباً مبنية على إحصائيات بشرية.
إن آلاف الأرمن في لبنان خلال الثلاثين السنة المنصرمة، بالرغم من هجرتهم لبنان، حافظوا على جنسيتهم اللبنانية وعلى قيودهم على لوائح الشطب الإنتخابية في مناطق إقامتهم السابقة، وبحسب القانون اللبناني بإمكانهم المجيئ الى البلاد والمشاركة في الإنتخابات.
أرمن لبنان مواطنون لبنانيون حاملون لجنسيتها من أصول أرمنية كاملة أو جزئية وثمة العديد العديد من الشخصيات الأرمنية البارزة على الساحة اللبنانية والتي سنتطرق إليها تباعا عبر هذه الصفحة من موقع خبر أرمني.
_