يبدو أن التوترات الحدودية بين أرمينيا وأذربيجان في الأيام القليلة الماضية لم تكن كسابقاتها طيلة فترة الهدنة التي بدأت العام 1994 وما تزال مستمرة وإن كانت الدولتان رسميا ما تزالان في حالة حرب.
وزارة الدفاع الأذربيجانية أعلنت في 6 سبتمبر/أيلول الحالي عن تعبئة 65 ألف من جنودها لإختبار جهوزيتهم القتالية. وشملت التدريبات التي قامت بها القوات الأذربيجانية حسب ما نقلته صحافة العدو قرابة 700 عربة مدرعة و 500 صاروخ و 40 طائرة و 50 مروحية و 20 سفينة بحرية حربية. التدريبات لم يعلن عنها مسبقا ووزارة الدفاع لم تعطي أي من التفاصيل الإضافية.
الإختبارات القتالية الأذربيجانية هذه جاءت بالتزامن مع اختبارات أخرى تجريها أرمينيا وإن كانت الإختبارات الأرمنية سياسية أكثر من كونها عسكرية حيث أن أرمينيا بدأت عملية أطلقت عليها اسم “شانط 2015” لمحاكاة كيفية تصرف الحكومة والهيئات الأرمنية في حال إعلان الحرب من قبل العدو.
الجانب الأرمني قام بمحاكاة كل الإحتمالات في تجربته هذه بما فيها عدم التزام بعض حلفائها في منظمة معاهدة الأمن الجماعية (وليس المقصود روسيا طبعا) بأمن أرمينيا وتفضيلهم الوقوف إلى جانب أذربيجان في حال أعلنت الحرب ويقصد هنا دول مثل كازاخستان وقرغيزستان.
هذه التدريبات تأتي من قبل الطرفين الأرمني والأذربيجاني في وقت تصاعدت فيه حدة الخروقات الأذربيجانية على طول الخط الفاصل بين الطرفين وقابلها الرد الأرمني حيث تقول معلومات صحفية أن خروقات الأيام القليلة الماضية لم تشمل فقط على إطلاق رصاصات (وهو ما يحدث كالعادة) بل تجاوزتها لتصل لحد تبادل قذائف صغيرة بين الطرفين.
هذا وقد توجه الرئيس الأرمني سيرج ساركيسان إلى موسكو في زيارة عمل قصيرة وبالتأكيد ستكون العملية السلمية في القوقاز من أكثر المواضيع الهامة على أجندة الزعيمين.