9057.jpg

سوريا في قرن من الزمان.. من احتضان اللاجئين إلى شعب بلا مأوى

ممارسات عنيفة من القتل حرقًا أو تجويعًا، طرد شعب من أراضيه وملاحقته إلى خارج حدود 6 ولايات شرق تركيا الحالية، سكنوا فيها بعد أن ورثوها عن آبائهم وأجدادهم الأرمن، ليأتي الأتراك العثمانيون قبل مائة عام من الآن يمارسون تلك “المذابح” التي دفعتهم إلى الهجرة من أراضيهم متجهين إلى العديد من بلدان العالم سواء برًا أو بحرًا، من بينهم مصر ولبنان وبالأخص سوريا التي فتحت أبوابها على مصرعيها للاجئين والذين عاشوا فيها مائة عام.

ظروف مشابهة تأتي مرة أخرى، ولكن هذه المرة على أراضي لجأ إليها الأرمن قبل مائة عام، إنها الأراضي السورية التي واجهت اضطراب أمني واسع، وذلك بعد ظهور تنظيم “داعش” الإرهابي الذي انتشر في البلاد كمرض “السرطان” ينحر في جسد صاحبه، فضلًا عن الحرب الأهلية الدائرة، ما دفع الآلاف إلى قصد العديد من الدول الأوروبية التي تضع قيودًا كبيرة لاستقبال اللاجئين.

سرطان “داعش” يلعب دور “تركيا” قبل مائة عام

يأتي إلى منزله بعد أن يفكر جيدًا في طريق آمن ووجهة اختارها أن تكون موطنه البديل ربما لبقية العمر، يجهز أمتعته التي حوت ما يحتاجه فقط بعد أن يخبر باقي أسرته بمقصدهم القادم، واضعًا أسرته في مستقبل مجهول، قبل أن يستقلوا مركب “الهجرة إلى الموت”، ويصبحون فريسة لـ”البحر” الذي يأخذ أرواحهم، ثم يلقي بأجسادهم على الشواطئ التركية على طريقة أسرة الطفل السوري “إيلان”.

سوري أرمني لـ”الوطن”: نفس السيناريو حدث لنا قبل مائة عام

“نفس السيناريو.. فقط بطريقة حديثة”.. هكذا بدأ “خاتشيك جوزيكيان” المواطن السوري الأرميني الذي استقر في أرمينيا قبل فترة، قائلًا إن أجداده جاءوا قبل مائة عام إلى سوريا، والآن يتكرر السيناريو في سوريا، ولكنها طريقة حديثة، مستطردًا: “نفس سيناريو الأتراك قبل مائة عام”.

أما عن وضع الأرمن الحالي في سوريا، يضيف جوزيكيان الذي يقيم في العاصمة الأرمينية “يرفيان” لـ”الوطن” قائلًا: “يبقى في حلب 7 آلاف أرمني، وفي كسب تقريبًا 1000 أرمني، أما عن باقي المدن فيبقى القليل جدًا، فكلهم في الطريق إلى الهجرة لأوروبا أو كندا أو أرمينيا.

ويقول جوزيكيان إن أرمينيا تستقبل 500 مهاجر أسبوعيًا من سوريا، ولكنهم فقط من الأرمن، مضيفًا أنهم يحضرون إلى يريفان عن طريق لبنان بالطيران، ليعودوا مرة أخرى إلى الأراضي التي هُجر إليها باقي شعبهم من شرق تركيا.

 

scroll to top