10940433_992425960785340_402348252010784903_n.jpg

صحيفة الوطن تنشر وثيقة أثرية مصرية من شأنها تحطيم أحلام تركيا في الاتحاد الأوروبي

تنفرد “الوطن”، بنشر وثيقة أثرية مصرية، شاهدة على تنفيذ مذابح الأتراك اتجاه الأرمن وتهجيرهم من بلادهم، حيث استقبلت مدينة بورسعيد، قبل قرن من الزمان، الكثير من الأرمن، الذين لجأوا إلى أرض مصر عام 1915، هربا من بطش الأتراك. وعلى الرغم من غرق المصريين حينذاك، في المشاكل الاقتصادية، فبدأ المصريون في جمع الأموال للأرمينيين اللاجئين، وهو تشير إليه الوثيقة التي يمتد عمرها إلى أكثر 99 عاما.

المحرقة الأرمنية.. الإبادة.. المجزرة.. أسماء لمذبحة تاريخية، ارتكبها “الأتراك” العثمانيين، الذين استغلوا أحداث الحرب العالمية الأولى في تنفيذ غرضهم بالقضاء على الأرمن، عن طريق القتل الممنهج، والترحيل القسري، والتعذيب الذي لم يسلم منه الأطفال، سواء بالحرمان من الغذاء والماء، أو الاعتداء الجنسي.

مليون ونصف المليون نفس، ضحية الجريمة الكبرى التي يشهد عليها التاريخ بالعديد من الوثائق والأدلة، التي تُثبت تورط الأتراك في تنفيذ تلك الإبادة الجماعيةـ بدءًا بعهد السلطان عبد الحميد الثاني، مرورًا بالحكم الاتحادي وانتهاءً بالحقبة الكمالية التركية، بحجة أن الأرمن أرادوا الانفصال بأراضيهم شرق الأناضول.

تنكر تركيا المجزرة، التي أكدت الأمم المتحدة وقوعها، فصارت قضية عالمية، وفضيحة كبرى للأتراك، الذين أصروا على إنكارها، لأنها أكبر العقبات التي تقف في طريق تركيا – وفقًا لما أكده الخبراء – للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وكشف الدكتور محمد رفعت الإمام، أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة دمنهور لـ”الوطن”، عن الوثيقة الأثرية، وهي عبارة عن اكتتاب لجمع التبرعات المصرية لصالح اللاجئين الأرمن، يشترك بها أسماء غير معروفة، مسلمين ومسيحيين، ما يدل على جوهر كافة المصريين، ويتضح من خلال الوثيقة، أن بعض المصريين المتبرعين ذكر اسمه، والبعض الأخر استعاض عنه بكتابة “فاعل خير”، و”عابر طريق” و”عابر سبيل”.

وأضاف الإمام في تصريحات خاصة لـ”الوطن”، أن هذه الوثيقة تعد شاهدًا كبيرًا على تنفيذ هذه الإبادة قبل مائة عام، كما تدل على كرم المصريين، وأصلهم الطيب، مشيرًا إلى أن الأرمن أتوا لاجئين إلى بورسعيد في 15 سبتمبر عام 1915، حيث استقبلت المدينة 4200 أرمني من سكان منطقة “سيفيديا”، الذين رفضوا قرار الترحيل الذي أصدرته السلطة العثمانية، حيث اعتصموا بجبل موسى لمدة شهر ونصف، حتى اكتشف القائد الفرنسي دارتيج دو فرنيه وجودهم، فنقلهم على مسؤوليته إلى بورسعيد، ليعيشوا بها حتى أواخر عام 1919. وأكد الإمام إن هذا الاكتتاب لم يكن الوحيد، بل استمرت حملات التبرع المصرية لصالح أرمن بورسعيد طوال فترة إقامتهم.

ومن ناحية أخرى، ثمن الأسقف سيبوه سركيسيان، مطران الكنيسة الأرمينية بطهران، في تصريحات خاصة لـ”الوطن”، فتوى ودور شيخ الأزهر في إدانة ما حدث للأرمن من مذابح من جانب الأتراك، وأكد أن الأزهر يمثل القدوة لكافة المؤسسات الدينية تجاه قضايا الإنسانية، كما أن “مصر لها مكانة خاصه في قلوبنا، ولدينا علاقات قوية مع السفير المصري بطهران”.

وكان سليم البشري، شيخ الأزهر، وقت المذبحة، أدان ما يحدث للأرمن من قتل، وأفتى بحرمانية قتل الأرمن، لأن ذلك “يلحق العار بالإسلام”.

نقلا عن صحيفة الوطن

scroll to top