ولد عام 1910 في عنتاب، من الضباط الأوائل المؤسسين للجيش العربي السوري بعد الاستقلال 1946. كان والده آغوب أفندي محامياً وفي فترة التهجير التي تعرض لها الأرمن، تم تهجير قسم كبير من عائلة كارامانوكيان إلى دير الزور، أما أفراد عائلة آرام فأرسلت إلى حماة حيث احتموا تحت الخيم لعدة أشهر ثم انتقلوا إلى السليمانية. وأثناء تواجدهم تحت الخيم كانت والدته تعلمه اللغة الأرمنية من خلال كتابة الأحرف على ورق ثم من خلال نصوص الكتاب المقدس لعدم توفر الكتب.
انتقلت العائلة إلى حلب بعد أن حصلت على إذن بالذهاب من وزارة الداخلية، وساعدهم فيها النائب السابق في مجلس المبعوثان هاروتيون أفندي بوشكيزينيان وهو من عنتاب أيضاً. دخل آرام مدرسة الأمجاد (هايكازيان) في حلب بين 1918-1923. لعدة أسباب منها عدم استقرار العائلة ولأسباب مادية لم يتمكن آرام من متابعة الدراسة بين عامي 1923-1928. إنما كان يقرأ الكتب في مكتب والده وينمي ثقافته ومعرفته. وفيما بعد، تدارك الأمر وحصل على تعليمه الأول في مدرسة أرمنية بحلب. ثم تابع دراسته في مدرسة الأخوة الفرنسية.
عمل لدى طبيب أسنان ليتسنى له التدرب في طب الأسنان عام 1924، ثم ساعده شقيقه ليتابع تعليمه الثانوي في كلية الأخوة الفرنسية عام 1928. أثناء ذلك اقتنع والده أن لا عودة إلى عنتاب، فعمل والده في مجال التدريس في العديد من المدارس لتأمين لقمة العيش. وبعد ذلك شارك أحدهم في مكتب للمحاماة.
وفي عام 1930 ترك آرام الدراسة وانخرط في الجيش الفرنسي. وفي ربيع عام 1932 التحق في الكلية العسكرية بدمشق بعد تجاوزه الامتحان، حيث تخرج عام 1934. ثم تم إرساله إلى بيروت حتى عام 1937 ليعود من جديد إلى حلب ويخدم في الفرقة المدعية.
تم إيفاده إلى فرنسا لاتباع دورة تطبيقات مدفعية في مدرسة فونتيلو في فرنسا بين عامي 1938-1939. وفي عام 1941 شارك في سورية في المعارك الانكليزية-الفرنسية، ومنح وسام صليب الحرب الفرنسية.
في أيار عام 1945 تم إيفاده من قبل رئاسة الأركان لاتباع دورة ضباط الأركان في المدرسة الحربية العليا في فرنسا. وأسندت إليه مسؤوليات عديدة في الجيش العربي السوري، فقد خدم على جبهة القنيطرة عام 1949. وخلال عام 1949 تم إيفاده إلى فرنسا لاتباع دورة عسكرية لمدة ستة أشهر في مدرسة الحرب العليا في فرنسا ليطلع على صنوف الأسلحة.
تم تعيينه عضو هيئة الأركان عام 1949-1950. وكذلك قائداً عاماً للقوات المدفعية السورية بين عام 1949-1957. والجدير بالذكر أنه شارك في حرب فلسطين ضد العدو الاسرائيلي كقائد لسلاح المدفعية السورية، وأبلى فيها بلاء حسناً، ورفع إلى رتبة لواء فيما بعد.
وبقرار من وزير الدفاع في 12/6/1957 نقل اللواء آرام قره مانوكيان من بطارية قيادة سلاح المدفعية إلى فوج القيادة العامة وعين ملحقاً عسكرياً لدى السفارة السورية في واشنطن اعتباراً من 11/6/1957.
خدم آرام في الجيش من 8/9/1923 حتى 2/4/1958، حيث تم ترفيعه في الرتب العسكرية على النحو التالي: رفع لرتبة ملازم اعتباراً من 1/6/1934، ورفع لرتبة ملازم أول اعتباراً من 1/9/1938، ورفع لرتبة نقيب اعتباراً من 1/6/1942، وصنف برتبة مقدم اعتباراً من 1/11/1947، ورفع لرتبة عقيد اعتباراً من 16/4/1949، ورفع لرتبة عميد بتاريخ 1/7/1953، وسمي ضابط ركن بتاريخ 23/6/1953، ثم رفع لرتبة لواء اعتباراً من 1/8/1956. حيث تم تقليده في العام نفسه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى.
كان كارامانوكيان يترأس العروض العسكرية التي كانت تقام بدمشق بمناسبة عيد الاستقلال بحضور الرؤساء والقادة العسكريين.
تميز بسمعته الحميدة وخصاله الطيبة وإخلاصه لواجبه الوطني وتفانيه في العمل. حاز على ميداليات وجوائز تكريمية من الحكومة السورية والفرنسية والمصرية واللبنانية والأرمنية.
بالإضافة إلى دوره المشرف في تنظيم الجيش وخدمة الوطن، وبعد تقاعده تم انتخابه نائباً عن حلب في المجلس التأسيسي والنيابي عام 1961. (كان عدد أعضاء حلب 11 مسلماً و5 مسيحيين. وجاء ترتيبه الثاني في قائمة مرشحي حلب). انتخب عضواً في لجنة الدفاع الوطني.
وفي عام 1964 اتبع العديد من الدورات في كلية الحقوق في بيروت وفيما بعد انتقل إلى باريس ليتمكن من متابعة دراساته العليا في جامعة باريس حيث حصل على الإجازة، ورغم مرضه دأب على البحث وتفرغ للدراسة، وحصل على دكتوراه دولة في الحقوق الدولية العامة عام 1972 بعمر الستين. وكان موضوع الرسالة “الأجانب والخدمة العسكرية” حيث يتطرق إلى الحقوق الدولية والقانون الجزائي. وجاء في العدد 5-6 عام 1975-1976 من المجلة الشهرية الخاصة بوزارة الدفاع بقلم نبيل النافوري أن الاطروحة تعرض لدراسة واسعة في الحقوق الدولية العامة المتعلقة بالخدمة العسكرية التي يؤديها الأجنبي تطوعاً اختيارياً أو بصفة إلزامية في جيش غير جيش بلاده الأصلية.
تم تقليده بعدة أوسمة رفيعة من سورية ولبنان ومصر، حيث قلدته الحكومة السورية وسام الاستحقاق ووسام الحربية ووسام الحرب الفلسطينية. ومنحته فرنسا وسام شرف كضابط حرب. أما الحكومة اللبنانية فمنحته وسام الاستحقاق. تم تقليده من قبل كاثوليكوس عموم الأرمن في أرمينيا وسام “نرسيس شنورهالي”، ومن قبل كاثوليكوس بيت كيليكيا في لبنان وسام “فارس كيليكيا”.
ومما يذكر عنه أنه كان مشجعاً للرياضة حيث كان يشارك ويحضر نشاطات “نادي ليك” فرع حلب لمباريات كرة القدم. سميت إحدى المدارس في (نور عنتاب)، قرية (عنتاب الجديدة) القريبة من يريفان في أرمينيا باسم اللواء آرام كارمانوكيان.
توفي في نيويورك عام 1996 عن عمر يناهز 86 عاماً. وحسب وصيته نقل جزء من رفاته إلى يريفان (أرمينيا) ليدفن إلى جانب شقيقه ليفون، ونقل الجزء الآخر إلى حلب ليدفن في مقبرة الأرمن الأرثوذكس بحلب بحضور حشد من القيادات والفعاليات.
شارك بنشاط في حياة الأرمن فكان من مؤسسي الجمعية الخيرية للشباب الأرمن في حلب، وشغل منصب رئيس الهيئة الاستشارية لمؤسسة كولبنكيان التربوية وكان له العديد من المشاركات في جريدة “الفرات”.
يعد اللواء آرام كارامانوكيان الضابط الأرمني السوري الأول الذي تسلم دوراً قيادياً، وخدم الجيش العربي السوري مدة 32 عاماً بكل شرف وإخلاص ووفاء حتى تاريخ تقاعده.
نقلا عن كتاب (الأرمن في المجالس النيابية السورية) للكاتبة نورا آريسيان.