8503.jpg

فاقد الشيء لا يعطيه.. بقلم: ساكو هوفهانيسيان

هذه المشاهد ليست في سوريا و لا في العراق بل مشاهد من شرق تركيا. وتظهر هذه المشاهد أن تركيا تتعامل مع شعبها بطريقة راقية و إنسانية جدأ و ربما هذه هي الطريقة التي طالب بها أردوغان و عشيرته من النظام في سوريا إتباعها.

فاقد الشيء لا يعطيه أبداً.. من تدخل في شؤون دولة جارة و دب الحريق بها و تزمر و تخبط من طرق التعامل مع المحتجين و دعم مطالبهم المحقة بإدعائه أن النظام يتعامل بقسوة مع المحتجين و المتظاهرين و يلفق لهم تهم على أنهم إرهابيين ، ها هو يقوم بذات الشيء و يتهم الأكراد المواطنين الأتراك بإنهم إرهابيين و يتعامل معهم بأقسى الطرق و الوسائل و لم يتردد للحظة بقصفهم عندما خشي منهم و خاصتا عندما وصل أحد الاحزاب الكردية إلى البرلمان و إضطر أردوغان للقبول بأمر الواقع لكنه سرعان ما إنفجر حقده على شعب يشكل قرابة 15 مليون نسمة في تركيا .

نحن لسنا بصدد الدفاع عن الأكراد و مطالبهم لكننا نذكر للعرب اللذين شاهدوا في شخص اردوغان الفاتح النبيل و الشريف الخلوق و السند الامد للإمة الإسلامية ، نقول لهم ما هو الرابط الذي يربط صلتكم بتركيا هل هو الرابط الديني (السني ) أم الرابط القومي أم المصالح الإقتصادية؟ إن كان الرابط القومي فأنتم مخطئون لا محال لإن االنظام في سوريا هو عربي من قوميتكم فأنتم تحالفتم مع تركيا ضد اخ عربي لكم و نحن هنا لسنا بمؤيدي نظام الأسد لا أبداً لكننا معارضين لجهل بعض العرب اللذين يجهلون خبث الملة التركية على الأمة العربية و الإسلامية . و إن كان يربطكم بتركيا الرابط الديني فنقول لكم ها هم إخوتكم الإسلام السنة (الأكراد )يقتلون على يد تركيا و بحقد كبير .

وإن كانت صلتكم بتركيا المصالح الإقتصادية فليتكم تعلموا مكاسب تركيا من الإزمة السورية ، لقد بيع كل مصانع حلب بأسعار زهيدة و رخيصة لتركيا التي إنتعش إقتصادها على ظهر دولة عربية و لا ننسى المهجرين السوريين اللذين هربهم المهربين الأتراك إلى أوروبا و عددهم يفوق المليون و إن جمعنا و ضربنا الأرقام التي أجبر السوريين على دفعها للجوء إلى أوروبا عن طريق تركيا فتعادل المليارات لإن اللجىء السوري إضطر لدفع مبالغ خيالية تعادل 7000 او 8000 يورو للشخص للوصول إلى ربوع أوروبا و هذه الاموال بقيت في تركيا لتنعش إقتصادها بأكثر من 10 مليارات يورو و لن نتطرق إلى الوضع المأساوي لللاجئين السوريين اللذين نهبت تركيا المساعدات التي تقدم لهم و تعادل المليارات و هم في وضع غير إنساني إطلاقاً .

إذا ما هو الرابط بينكم يا عرب؟
أنتم يا عرب نائمون و في سبات عميق و لن تستيقظوا منه حتى تفنى أوطانكم و الخازوق التركي سيخوزقكم واحدا تلو الأخر حتى يصل إلى أخركم و هو المغرب . انتم لا تعلمون من هو عدووكم و في ال 500 عام الماضية أضركم الاتراك و قتل منكم بأسباب مباشرة و غير مباشرة أكثر ب 20 ضعف من ما قتله الإسرائيلي و نهب أراضيكم بأضعاف ما إحتله الصهاينة.

ومن قرائتنا للمشهد في الأعوام الاخيرة تأكد للجميع أنكم كرة يتقاذفها القوى الكبرى من قدم إلى الأخر و تركيا هي الحذاء الذي يقذفكم و أنتم و بكل حماقة مازلتم مقتنعين بأخوة و محبة العثماني الجديد لكم ، و ما يضع العقل بالكف هو انكم شاهدتم بأم أعينكم كيف ان السلطان اردوغان أعاد امجاد الخلافة عندما ألبس الجنود الأتراك الزي العثماني. ذلك الزي الذي حكمكم و إستعبدكم طيلة 400 عام و نشر في أوطانكم الجهل و الفساد و 400 عام و لم يبني في أوطانكم مكتبة و لا متحف و لا حديقة و لا مشفى و لا جامعة بل على العكس إقتادكم إلى حروبه و قتل من العرب في معارك العثمانيين أضعاف شهداء فلسطين و إن إستيقظ منكم أحد و طالب بطرد العثماني كان الخازوق و المشانق بنتظاره.

لم يعد يعلم أحد من هو عدوكم إتخذتم من إيران عدو لكم بسبب إختلافه الطائفي و من إسرائيل عدو لكم بسبب الإختلاف الديني وفي منابر جوامعكم طالبتم بحرق أميريكا و أوروبا و لم يخرج من أفواهكم صوت يصرخ بالعدو الحقيقي تركيا.

سيكتب التاريخ عن غبائكم و جهلكم الكثير الكثير لإنكم كنتم و مازلتم تختارون العدوا الخاطىء و تبتعدون عن العدو الحقيقي و هو يسرح و يمرح و يخطط في تحطيمكم و تجزيئكم لينال منكم و كل ذلك بسبب الرابط الديني أحياناً و الرابط الطائفي أحياناً وبالعلمانية و التمدن أحياناً أخرى ، يا لكم من أمة جاهلة.

بقلم: ساكو هوفهانيسيان

scroll to top