اكتمل بناء كاتدرائية آني في مدينة آني الأرمنية المحتلة في أرمينيا الغربية (تركيا حاليا) في العام 1001 للميلاد من قبل المهندس المعماري درتاد حيث وقتها كانت مدينة آني عاصمة مملكة أرمينيا.
الكنيسة تعتبر أيقونة معمارية بامتياز وإحدى الشهود القليلة المتبقية على الفن المعماري الأرمني الخاص بالقرون الوسطى. دمرت قبتها في زلزال سنة 1319 وبعدها عاصرت الإبادة الجماعية الأرمنية إذ معروف ما لحق بالبشر والحجر في تلك الحقبة، وبعدها تعرضت لزلزال سنة 1988 والذي أيضا أدى إلى إنهيار ركنها الشمالي الغربي والآن هي كما ترونها في الصورة المرفقة أعلاه (لعرضها بالحجم الكامل إضغط هنا).
الشكل والتصميم:
يبلغ طولها 30 مترا وعرضها 20، وتعتبر كبيرة بالنظر للمقايس الأرمنية في زمن بناء الكنيسة. فيها منحوتات وعدة نوافذ ولها ثلاث مداخل: الجنوبي كان خاصا لدخول الأمير، الشمالي لدخول البطريرك، والغربي لدخول الشعب. عدم وجود القبة يسمح لأشعة الشمس بالدخول إلى قلب الكنيسة إلا أنه ثمة أيضا نوافذ في أطراف البناء يعتقد أنها كانت قد صممت بطريقة تسمح دخول أشعة الشمس بالدرجات المطلوبة والمتناسبة مع قدسية المكان.
بعض المهندسون المعماريون الأوروبيون وبتأييد من عدد كبير من المؤرخين يرجحون أن يكون الأوروبيون قد اقتسبوا شكل قباب كنائسهم وطرازها الداخلي من تصميم الكنائس الأرمنية في العصور الوسطى والتي من بينها طبعا كانت كاتدرائية آني.
معلومات تاريخية:
تقول المعلومات التاريخية أن ما يعرف اليوم بالبطريركية الأرمنية لبيت كيليكيا كانت قد انتقلت إلى مدينة آني في الفترة ما بين 992 وحتى 1058 للميلاد حيث في تلك الفترة وتحديدا في العام 1001 انهى المهندس المعماري درتاد بناء كاتدرائية آني. بدأ العمل على بناء الكاتدرائية سنة 989 للميلاد بأمر من الملك سمباط الثاني.
بعد انتصار السلاجقة على أرمينيا دخل السلطان آلب آرسلام المدينة سنة 1064 وأمر بإزالة جميع الصلبان من على قباب الكنائس والتي من ضمنها كانت صلبان كاتدرائية آني ليتم في العام 1071 تحويلها إلى مسجد.
في 19 سبتمبر/أيلول من العام 2010 أقيم أول قداس إلهي منذ 95 عاما في كنيسة الصليب المقدس على جزيرة آختامار في بحيرة فان بأرمينيا الغربية والتي جاءت بعد رضوخ السلطات التركية للضغوط الدولية بضرورة ترميم تلك الكنيسة. تركيا سمحت بإقامة قداس لمرة واحدة كل عام في تلك الكنيسة ولكنها لم تسمح برفع الصليب على قبتها.. الحضور كان كثيفا ووسائل الإعلام الدولية كانت تنقل بثا مباشرا وتقارير حية من هناك. بعض القوميين الأتراك أغضبهم ما يحدث في كنيسة الصليب المقدس في جزيرة آختارمار فقرروا الرد بطريقة هستيرية إذ اجتمعوا في الأول من أكتوبر/تشرين الأول من العام ذاته في كاتدرائية آني وأقاموا صلاة جمعة فيها حضرها أيضا دولت بهجلي، رئيس حزب الحركة القومية.
_