ديكراناكيرت هي العاصمة الخامسة في تاريخ أرمينيا منذ نشوئها ككيان سياسي، سميت على اسم الملك الأرمني ديكران الكبير الذي قام بإنشائها عاصة لمملكته في القرن الأول قبل الميلاد.
اسم المدينة يعني (المدينة التي بنيت بواسطة ديكران) ويرجح المؤرخون مكان وجودها في المنطقة القريبة اليوم من سيلفان أو بالقرب من آرزان شرق مدينة ديار بكر اليوم.
هي واحدة من 4 مدن حملت الاسم ذاته في أراضي أرمينيا التاريخية (الثلاث البقية يتواجدون في آرتساخ، ناخيتشيفان وآوتيك).
الصورة المرفقة: صورة تخيلية للملك الأرمني ديكران الكبير في أحد قصوره في مدينة ديكراناكيرت.
لمحة تاريخية:
قام الملك الأرمني ديكران الكبير بجلب عدد من الناس من أتباعه من أماكن أخرى لملأ المدينة الجديدة التي اقامها وجعلها عاصمة لمملكته التي كانت في تلك الحقبة قد اتسعت شرقا إلى بحر قزوين وغربا إلى وسط كابادوكيا، وجنوبا باتجاه بلاد اليهود.
أسواق المدينة الجديدة امتلأت بالتجار والأعمال والحرفيين البارعين واصبحت مقصدا لجميع مزاولي مهنة التجارة من دول العالم القديم لتتحول على أثرها أيضا إلى مركز ثقافي هام في الشرق الأدنى. قام الإمبراطور الأرمني بإنشاء مسرح كبير في المدينة إذ كان عاشقا للمسرحيات الكوميدية حسب ما تروي الكتب التاريخية التي تؤكد أن هذه المسرحيات غالبا ما كان يؤديها ممثلون أرمن ويونانيين.
يقول الفيلسوف والمؤرخ اليوناني فلوطرخس في أحد كتبه أن ديكراناكيرت كانت مدينة غنية جدا وكانت قد تأثرت كثيرا بالثقافة الهيليلينية، أما اللغة الرسمية للبلاط والمحاكم فكانت اليونانية. وكان الملك ديكران قد قسم مملكته إلى أربع مناطق إدارية لتسهيل إدارة البلاد. إلا أن الملك ديكران الكبير قد هزم في معركة ديكراناكيرتا ضد الرومان التي قاد جيوشهم القائد لوسيوس لوسيولوس سنة 69 قبل الميلاد الذي قام بفصل المدينة عن مملكة ديكران وأرسل الناس القاطنين فيها إلى مدنهم الرئيسية التي جلبهم ديكران منها وقت تأسيس مدينته.
تقول المعلومات التاريخية أيضا أن الرومان لم يكتفوا بإرسال سكان ديكراناكيرت إلى مدنهم التي جاؤو منها بل أيضا قاموا بإحراق المدينة ونهب ثرواتها التي اعتبروها غنائم حرب والتي تضمنت أواني مصنوعة من الفضة والذهب وأحجار كريمة لم تكن تقدر بثمن إضافة إلى تماثيل نادرة كان مصيرها على الأغلب التحطيم. كما أمر القائد الروماني بتدمير المسرح بالكامل، وأصبحت المدينة في وضع لا يمكن فيه إعادة إعمارها أبدا.
ثمة معلومة لابد من سردها أيضا وهي أن أرمن الإمبراطورية العثمانية كانوا يعتبورن مدينة ديار بكر الحالية هي ذاتها مدينة ديكراناكيرت الأرمنية التاريخية وإن كانت ديكراناكيرت الحقيقية أقيمت في منطقة قريبة من ديار بكر. لأنه لولا ديكراناكيرت لما انتعشت تلك المنطقة ولما اقيمت حولها المدن الأخرى فيما بعد.. لا بل ثمة وجهات نظر تعتبر أن اسم ديار بكر هو تطور لفظي لـ ديكراناكيرت، العاصمة الخامسة لأرمينيا.