يقدم كتاب الرياضيون الأرمن الشهداء والمتوفون..فترة الإبادة الأرمنية للباحث أفو كاتروجيان وثيقة تجسد المصير الأليم الذي واجهه الرياضيون الذين استشهدوا وتوفوا فترة الإبادة الأرمنية على يد العثمانيين.
ويبين المؤلف أن هذا الكتاب الذي أصدره بمناسبة الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية يسلط الضوء على ما تعرض له الشعب الأرمني من الإبادة الجماعية من قبل العثمانيين والتي قضى فيها ملايين من الأرمن من المفكرين ورجال الدين والأطباء والتجار والصناعيين والرياضيين.
وأشار الباحث كاترجيان إلى أنه لا بد من كتاب يجمع الرياضيين الأرمن الشهداء والمتوفين فترة الإبادة الأرمنية التي قام بها العثمانيون لأن الرياضة كانت ولا تزال واحدة من أهم الأشياء العريقة في تاريخ الشعب الأرمني إضافة إلى الإنجازات التي تحققت حتى توقف الحياة الرياضية الأرمنية سنين طويلة نتيجة المجازر الكبرى التي نفذها العثمانيون.
ولفت الكتاب إلى أن جمال باشا السفاح هو واحد من أبرز مرتكبي الإبادة الأرمنية بين عامي 1914 و1918 حيث كان قائدا للجيش التركي الرابع في سورية ومواليا للأفكار الطورانية وتحديدا التتريك حيث شارك في تهجير الأرمن وقتلهم بشكل جماعي من أرمينيا الغربية وكيليكيا وكذلك في عملية تتريك الأطفال الأرمن الناجين من الإبادة.
ويوضح الكتاب أن اغلبية الرياضيين الأرمن في تركيا كانوا أعضاء في الأندية الأرمنية وقادة حزبيين ووطنيين ورواد حركة التحرر الوطني إلا أنهم حكموا بالنفي من قبل قادة حزب تركيا الفتاة فكان الطغاة الأتراك لا يتحملون تحرر الشعوب من نير الاحتلال العثماني ومن بينهم الأرمن وتقدمهم في مجالات الحضارة والاقتصاد والثقافة والرياضة.
ويشير الكتاب إلى تعرض الرياضيين الأرمن في الفترة الأولى من المجازر إلى الملاحقات والسجن والتهجير والتعذيب على يد العثمانيين فقط لأنهم من أصول أرمنية ويحملون أسماء تعبر عن انتمائهم إضافة إلى إقدام السلطات العثمانية على إعدام كثير من الرياضيين الأرمن بشكل ممنهج وفق ما ذكرته العديد من المراجع منها كتاب المطران غارغوريوس بالكيان وهاكوب سركيسيان ومجلة الكشاف الأرمني وغيرها من المراجع التي جمعت كثيرا من المعلومات عن الإبادة الجماعية والتي راح ضحيتها العديد من الرياضيين.
ومن أهم الرياضيين الذين استشهدوا شافارش كريسيان الذي تلقى تعليمه في مدارس ومعاهد أمريكية وفرنسية ولدى عودته ساهم في نشر التربية البدنية في المدارس وفي تأسيس اتحاد أرمني لكرة القدم حتى اعتقاله من قبل العثمانيين سنة 1915 ثم قتله وأيضا الرياضي هايك جولوليان الذي كان من مؤسسي نادي الهومنتمن ولم يشفع له كونه مساعد مهندس لدى جيش العثمانيين الذين أقدموا على قتله في مذبحة شار قشلة وغيرهم الكثير.
وفي رأيه عن الكتاب قال سفير أرمينية في سورية الدكتور أرشاك بولاديان في تصريح لـ سانا إن هذا الكتاب يشكل فضيحة أخرى تسلط الضوء على جرائم العثمانيين التي تستمر إلى يومنا هذا ممثلة بالعثمانيين الجدد حيث لم يميز هؤلاء الرياضيين الارمن ناكرين عليهم إسهامهم في تطوير الرياضة والنهوض بها حتى في تركيا بالذات.
يشار إلى أن كتاب الرياضيون الأرمن الشهداء والمتوفون..فترة الإبادة الأرمنية صدر في مدينة حلب ويقع في 69 صفحة من القطع الصغير.