أجنحة داتيف، هو الأسم الذي أطلق على التلفريك الذي يربط قرية هاليدزور بدير داتيف الأرمني الشهير العائد للقرن التاسع الميلادي والذي يعتبر تحفة دينية وسياحية بامتياز.
التلفريك هو الأطول في العالم وقد دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية لكونه أطول تلفريك يقطع مسافة 5.7 كليلومتر دون توقف.
جاءت فكرة التلفريك بعد أن زاد طلب السياح على زيارة دير داتيف التاريخي إذ كان السائح يضطر لقطع طرقات جبلية وعرة كانت تستغرق قرابة الساعة والنصف بالسيارة ليصل للدير في حين أن التلفريك يوصله بـ 11 دقيقة فقط.
كلف مشروع التلفريك هذا أكثر من 18 مليون دولار وقامت شركتان الأولى سويسرية والثانية إيطالية ببناءه لتصبح جاهزة للعمل في 16 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2010 إذ دخلت حيز الخدمة بعد أن باركها كاثوليكوس عموم الأرمن كاريكين الثاني في مراسم رسمية وشعبية حضرها أيضا الرئيس الأرمني سيرج ساركيسيان.
تبلغ السرعة القصوى للتلفريك 37 كلم/سا و يمكن بذلك اختصار المسافة البالغة 40 د. إلى 11 د. و يرتفع التلفريك 360م حيث تم تخصيص عدد من الترامفاي القادرة على نقل 25 راكب في كل عربة لمختلف المناطق المدرجة على خط سير التلفريك.
يتألف التلفريك من مقصورتان يسع كل منها 25 راكبا ويدفع الراكب (السائح) مبلغ 4000 درام أرمني لركوبها (ما يعادل ٩ دولار) في حين خصصت مجانا للسكان المحليين في القرى المجاورة.
يذكر أن فكرة المشروع الذي أطلق عليه اسم “نهضة داتيف” تنسب للجمعية الأرمنية لدعم المشاريع الجديدة والتي تشمل عدد من المناطق الأخرى غير داتيف مثل هاليتزور، دانتساتاب، خنيزوريسك وقرى و مناطق أخرى. وبذلك تتوفر لهذه المناطق الجنوبية من جمهورية أرمينيا كل المقومات السياحية التي تجعلها مقصد العديد من زوار البلاد. و قد اكتشفت معصرة زيت تعود للقرن الثامن عشر أثناء تنفيذ المشروع، كذلك تم ترميم مجمع دير داتيف خلال عملية الإنشاءات و اكتشاف أجزاء من المبنى الذي حُول فيما بعد إلى متحف.
أما مجمع الدير فيضم عدد من الكنائس منها كنيسة القديس بوغوص الذي يعود بناءها للعام 906م، وكنيسة العذراء عام 1087م وكنيسة القديس كريكور المنّور عام 1295م. وقال مدير شركة “آني تورز” للسياحة فولوديا اروشانيان أن افتتاح التلفريك من شأنه أن ينشط عملية السياحة في المنطقة و أضاف: “تعتبر أرمينيا واحدة من الدول التي تمتلك جميع مقومات السياحة لتتحول إلى مركز سياحي هام. والمشاريع الحالية التي تنفذ في داتيف تُرشحها لتكون مركز سياحي هام في المنطقة”.