7779.jpg

السجاد الأرمني

السجاد الأرمني

التاريخ العريق لصناعة السجاد في أرمينيا بدأ منذ زمن بعيد في الشرق الأوسط إذ يعتبر الأرمن من الشعوب القليلة التي بدأت في صناعة الغزل منذ أكثر من ألف سنه قبل الميلاد. ومعروف لجميع المهتمين أن أقدم نماذج السجاد التي تم المحافظة عليها حتى أيامنا مرتبطة بهضبة أرمينيا أو بالثقافة الأرمنية. وقد تم نتيجة الحفريات في أراضي أرمينيا إكتشاف أجهزة من الألف الرابع والثالث قبل الميلاد والتي تم إستخدامها في صناعة السجاد، كما تم إكتشاف قطع من السجاجيد التي يعود تاريخها إلى الألفنن الثاني والأول قبل الميلاد.

إن السجاد الأرمني هو إبداع رائع حيث أن الرموز المقدسة تعبر عن إيمان أسلاف الأرمن وآراءهم الدينية والتي وصلت إلينا من العصور القديمة. الجزء الفريد من الفن الغني والجميل التي تشكل فن إبداع السجاد الأرمني هي قمة عدم تكرار النقوش والتي تكمل الألوان الطبيعية الغنية للسجاد الأرمني. إن ذلك الواقع مرتبط بالصوف العالي الجودة والمياه الكثيرة والنقية ومختلف أنواع الدهان وخاصة اللون الأحمر الذي تم الحصول عليه من دودة القرمز الموجودة في أرمينيا فقط.

إن الفنانين الأرمن في مجال النقش كانوا فريدين دائماً ولم يكرروا إطلاقاً نفس العمل. إن حوالي 4 آلاف صورة مزينة لفن الدهان الأرمني يتم المحافظة عليها في الماتيناداران. وإلى جانب ذلك فإن نوع السجاجيد ومقاييسها وسمكها كانت تعكس صورة الطبيعة في هضبة أرمينيا. إن التاجر والباحث المعروف ماركو بولو كما دون في كتابه فإنه قد إندهش من السجاد الأرمني بالقول “إنها أجمل السجاجيد في العالم”. من الشروط الهامة لتطور ثقافة صناعة السجاجيد هو الصلة السهلة بين المدن والبلدات حيث أن الفنون كانت قادرة على التطور وأن الأرمن كانوا يضمنون نمط معيشتهم في الأصل بواسطة التجارة والحرف. لذا فإن السجاد الشرقي ليس له أصل من قبل القبائل الرحل ولا من آسيا الوسطى إنها إنتاج الحضارات الشرقية القديمة في هضبة أرمينيا أي مفترق الطرق التجارية بين الغرب والشمال والجنوب. وإحدى تلك الطرق معروفة بطريق الحرير.

وعدا السجاد فكان يتم في هضبة أرمينيا إنتاج الحرير أيضاً والذي لامثيل له في العالم بألوانه الفريدة. ومنذ عهد ماركو بولو فبالنسبة للتجار وكذلك الباحثين فإن النبض الأساسي لطريق الحرير من الصين إلى أوروبا كانت أرمينيا في القرون الوسطى. إن الرحالة الذين كانوا يتعبون من الطريق كانوا يبحثون عن أماكن في الفنادق والنزل. إن فندق سليم الخاص بالقوافل موجود على طريق الحرير المعروف من اقليم كيغاركونيك إلى فايوتس دزور. فندق سليم الموجود على إرتفاع 2410 أمتار تم بناؤه كنقطة عبور بين مختلف أشهر طرق القوافل. تم بناؤه في عام 1332 من قبل الأمير حيسار أوربيليان وتبلغ مساحته 298 متراً مربعاً. وهو أحد أشهر وأجمل الفنادق في القرون الوسطى في أرمينيا. ومن المعلوم أن ماركو بولو قد عبر هذه الأراضي وصور كيف يعيش الأرمن بين الجبال الصعبة العبور.

توجد جذر تاريخية عميقة لصناعة الحرير في أرمينيا. وحسب تدوينات المؤرخين القدامى فإن تصدير الحرير في القوقاز قد بدأ في أرمينيا من آسيا الوسطى خلال القرنين الخامس والسادس الميلاديين. وقد أشاد المؤرخون بجودة الحرير الأرمني لأن الشرانق الأرمنية كانت ذات جودة عالية وأن الخيط الذي تم لفه باليد كان أغلى نوع. إن الحرير الأرمني كان فريداً بألوانه أيضاً. ففي ذلك الحين كان يتم في مدينتي دفين وأرتاشات إنتاج دهان غالٍ جداً من دودة القرمز وكان يتم بواسطة ذلك الدهان تلوين الصوف والحرير وكان يتم تصدير تلك المنتجات إلى أوروبا تحت إسم قرمز أي نسبة إلى الدودة المعروفة في أرمينيا.

scroll to top