7698.jpg

نصب إمتنان من اللبنانيين الأرمن الى لبنان في الجميزة

قدمت جمعية الصداقة اللبنانية – الأرمنية وجمعية “عيش الأشرفية”، نصب امتنان من اللبنانيين الأرمن الى لبنان في ساحة باستور-الجميزة، في حفل اقيم برعاية وزير السياحة ميشال فرعون وحضوره.

كما حضر النواب نديم الجميل، سيرج طورسركيسيان رئيس حزب الطاشناق آغوب بقرادونيان، ممثل كاثوليكوس الارمن البطريرك آرام كشيشيان المطران شاهيه بانوسيان، رئيس حزب الهنشاك اليكس كوشكاريان، قائد شرطة بيروت العميد محمد الأيوبي، رئيس نادي الأنترانيك فيكين شرشيان، ممثل رئيس بلدية بيروت آرام ماليان، مدير عام شركة “سوليدير” منير الدويدي، مخاتير وأعضاء مجلس بلدية بيروت وحشد من المواطنين.

بعد عزف النشيدين الوطني والأرمني غنت السوبرانو اراك تشيكجيان مع فرقة Gurdjieff العالمية للموسيقى الشعبية، ثم ألقى الكسندر نجار كلمة اعتبر فيها ان “القضية الأرمنية قضيتنا وكفاح الأرمن كفاحنا، واننا نؤمن بأن تلك المجازر المأسوية التي اقترفت في حق الأرمن هي فعلا إبادة جماعية، وان اقتراف جرائم في حق أكثر من مليون و300 مواطن بريء هو فعل همجي ومقصود ارتكب عن سابق تصور وتصميم، ويرمي الى التخلص من شعب بأكمله لأسباب عرقية ودينية معروفة”.

وقال نجار: “ان تضامننا اليوم مع الأرمن، ليس وليد المصادفة وليس مرحليا، بل هو نابع من قناعة تاريخية راسخة ومن شراكة في المصير. ويكفي التذكير بما كتبه جبران خليل جبران عن معاناة الأرمن، وهي الشبيهة الى حد كبير بمعاناة اللبنانيين الذين خلال الحقبة التاريخية ذاتها، قضوا شنقا أو جوعا بسبب مجاعة منظمة أودت بحياة 250,000 لبناني لتتأكد من تواصل الروابط الوثيقة القائمة في ما بيننا منذ القدم”، مشيرا الى ان “تاريخ لبنان الحديث عاين موجات متتالية من المهجرين غالبيتهم تعيش اليوم في ظروف معيشية صعبة لا يقبل بها الضمير وتنتفض أمامها الإنسانية”.

ثم تحدث سيبوه مخجيان، فقال: “250 ألف لبناني قتلوا بالمجاعة في لبنان بين 1915-1917، ارادوا قتل شعب لبنان المتمرد التواق للحرية في جبل لبنان العصي فتوفقوا ب250 الف لبنان وهجروا 250 الف لكن لبنان أصبح حرا من نفاياتكم.

يأتوننا بالنفايات فنأتيهم بالفن، يأتوننا بالأزمات فنأتيهم بنفحات الجمال، لا نستكين ونهدأ ولو بعد مئة عام”.

اضاف: “بعد قرن تحملنا فيه العذاب، أبينا الإستسلام وواجهنا الظلم والظلام والإنقراض. نحن الشعب اللبناني، نخرج مرة في تظاهرة، ونخرج مرات في إنجازات فنية وطبية وهندسية وصناعية على مستوى العالم، إنجازاتنا تخبر قصة شعبين تآخا واندمجا في مدينة واحدة، لكنها عبرت العالم”.

وتابع: “نلتقي اليوم، في الذكرى المئوية للابادة والمجاعة معا لكي نقول ان القضية مستمرة، ولن نستكين، قتلونا واستمر نضالنا، هجرونا واستمر نضالنا”.

وقال: “نلتقي اليوم لندشن نصبا هو للشهداء جميعا من الطفل الرضيع الذي ذبحوه في الإبادة الأرمنية والطفل الذي قتلوه بالجوع في لبنان، الى آخر عنصر في الجيش اللبناني نزف دما على أرض هذا الوطن المقدس، دفاعا عن سيادته في مواجهة الإرهاب القذر”.

واضاف: “في هذه المناسبة، اسمحوا لنا أن نقول للجيش في عيده ال70 والى إخوتي الشهداء في جيشنا البطل، اليوم عيدك فهات جبينك المتوهج اسمرارا تحت أشعة الشمس، في الجرود كما في السواحل، لنقبله، وهات يدك التي تقبض على الزناد لنشد عليها تأييدا وتعاطفا وردا للجميل”.

وأعلن اننا “أردنا هذاالنصب عربون امتنان من اللبنانيين الأرمن الى لبنان وجيشه، هذا ال”لبنان” الذي استقبلنا بحفاوة ومنحنا الهوية، ولعائلتكم يا معالي الوزير فرعون فضل في ذلك، وهذا الجيش الذي زاد عنا وحمانا وكان هو ملجأنا وعليه راهنا حتى في زمن الحروب والإنقسامات والتشرذم، وقد اخترنا لهذا النصب موقعا في بيروت، وتحديدا في الجميزة، اي قلب منطقة الصيفي البطلة والذي أصبح ابناؤها مثالا على التضحيات في وجه من ارادوا الغاء هويتنا اللبنانية والتي تملك حضورا تاريخيا ثقافيا وفنيا، ومنها انطلق المسرح الأول في لبنان”.

ثم القى الوزير فرعون كلمة قال فيها:”يسعدني ويشرفني أن أكون موجودا بينكم في منطقةالجميزة التي دافعت ودفعت أثمانا كبيرة دفاعا عن كرامة لبنان والأشرفية خصوصا دفاعا عن صيغة لبنان. ويسعدني أن أكون موجودا في منطقة الأشرفية المدافع الأول عن الحضارة، فالجيش اللبناني يدافع عن سيادة اراضيه، والمجتمع المدني والمناطق اللبنانية يدافعان عن سيادة الحضارة، والأشرفية منطقة رائدة في الدفاع عن المميزات والمبادىء والفن والحضارة والتراث والعلم والإستشفاء، هذا المجتمع النابض الذي يدفع اليوم ثمنا باهظا في الإقتصاد والهواجس التي نعيشها، والأشرفية التي استقبلت الشعب الأرمني منذ أكثر من 80 سنة لأنها تؤمن بأحقية هذا الشعب في العيش، ووقفت مع هذا الشعب في 24 نيسان في ذكرى مرور مئة عام على الإبادة الأرمنية ولتؤكد على أحقية هذا النضال الكبير وفي الإعتراف بالمجازر الأرمنية التي ارتكبت”.

وتابع: “هذا اليوم، هو يوم سعيد لأن الذكرى تحولت الى عمل إبداعي فني حضاري تمثل في هذا النصب المهم حيث اندمج الفن الأرمني بالفن اللبناني، واندمجت اليد الأرمنية باليد اللبنانية، وهذا النصب يؤكد ان الخيارات قليلة، اما أن نستسلم الى الموجة الإرهابية واما ان نرفع رأسنا وندافع عن الحضارة، وهذا النصب يعني ان تبقى الشعلة مضاءة دائما للدفاع عن الحق لأن المخاطر تحدق بنا والهواجس أيضا نظرا لما يجري في سوريا والمنطقة”.

وقال: “أريد أن أضيف كلمة حول الإجتماع الذي عقده مجلس الوزراء، حيث طالبنا أن يتحول مجلس الوزراء من نقاش في الآلية الى نقاش حول ملف النفايات، وهذا ما حصل، لأننا نرفض أن يؤخذ أهل بيروت رهينة في الصراعات السياسية والتعطيل، وقد طالبنا بحل يتناول رحيل هذه النفايات الى الخارج، إذا لم يرض أحد باستقبالها، وفي هذه المناسبة نهنىء المجلس البلدي لمدينة بيروت الذي اتخذ قرارا للسماح برحيل النفايات من بيروت عن طريق البحر”.

وأضاف: “لا يجوز أن يبقى أولاد بيروت رهينة هذه النفايات والصراعات، دون أن نتحدث بالطبع عن التداعيات المسببة على صعيد السياحة وصورة لبنان وغيرها”.

بعد ذلك، أزاح فرعون والنواب ومخجيان الستار عن النصب في منطقة الجميزة الذي حمل توقيع الفنان رامي يداليان.

نقلا عن لينانون فايلز

scroll to top