7209.jpg

تمت إبادة الأرمن.. بقلم: ساكو هوفهانيسيان

تمت إبادة الأرمن

وبدأ النضال في سبيل نيل الحقوق المغتصبة و منذ اليوم الأول للإبادة ،عندما كانت جراح الأرمن مازالت مفتوحة والتي لم تلتئم حتى اليوم و عندها مباشرةً بدأ الثوار الأرمن بالنيل من القادة منفذي الإبادة الأرمنية منذ اليوم الأول و تمكنوا من الوصول إلى أغلب القادة و نذكر منهم طلعت باشا و جمال باشا الملقب بسفاح الدمشقيين و أنور باشا و سعيد حليم باشا و غيرهم كثر و ذلك عبر منظمة سرية كانت تدعى بالنيميسيس .

وفي نفس الفترة دخل الأرمن النضال عبر طرق سياسية وديبلوماسية صعبة و أوصلوا صوتهم إلى أعلى المنابر رغم جرحهم العميق و لا شك أن المثقف يعلم ما معنى مليون و نصف مليون شهيد من تعداد شعب لا يتجاوز عدده الـ 2.800.000 أي أكثر من النصف قتلوا، و ما تبقى تهجّروا في كل بقاع الأرض عبر الصحارى السورية .
و لكي لا ندخل في التفاصيل النضالية للشعب الأرمني سنتكلم قليلا عن الشعوب الأخرى الذين تعرضوا للقتل في تلك الحقبة و نذكر منهم ( الآشوريين، اليونان البتطيق، و السريان ) .

الآشوريين و اليونان والسريان يتم ذكرهم دائما عندما يتم الحديث عن إجرام العثمانيين بحق المسيحيين و لا يستثنيهم أحد من قبل المثقفين الأرمن و السياسيين ، و عندما ثأر الثوار الأرمن من المجرمين القتلة، لم يميزوا بين ضحية أرمني كان ام اشوري ام سرياني او غيره .

لكننا كأرمن تعرضنا إلى نوع من الإنتقاد اللاذع من قبل الأخوة السريان طبعا هنا لا نحدد جهة لإن السريان يعتبروا من الشعوب التي لا تملك أرض و لا منظمات سياسية و لا احزاب تدير القضية بالطرق السياسية لذلك تعرضوا إلى مشكلة قد تعيق إستعادة حقوقهم او حتى تعيق تقدمهم المستقبلي لإن شعب كالسريان منتشر في أغلب الدول الأوروبية إن بقي غير منظم لا شك انه سيتعرض إلى الإنقراض في المجتمعات الغربية الضخمة ، لإن العالم لن ينتظرك أن تناضل من أجل قضيتك و لن يناضل أحد من أجلك إن كنت أنت في سبات و عندما إستيقظت مؤخرا بدأت الرجم لأقرب الناس إليك و هم من عاشوا إلى جواركم ألاف السنين و تعرضوا إلى الموت و نلتم انتم ما نلتموه من نفس الكأس المر ، لكن السؤال يبقى …أين كنتم عنما ناضل الأرمن طيلة 100 عام و وثقوا إبادتهم و نالوا الإعتراف الدولي لكن للأسف لم ينالوا من المجرم لإن الأرمن تفاجؤوا بمن يطعنهم من الخلف .

هل الأرمن هم أعداء السريان أم الاتراك ؟
هل المسببين هم الأرمن في عدم إيصال السريان صوتهم للعالمية ؟
إن أضاع الأرمن الجزء الأكبر من أرضهم التاريخية بسبب الإبادة ،فأنتم بسبب ماذا أضعتم أرضكم ؟

كنتم تملكون ما بين النهرين و حضارة دامت لقرون و لم تتعرضو إلى إبادات عرقية و تهجير قسري منظم بل تعرضتم إلى مجازر واضطهاد و بالمعنى الدولي هناك فرق كبير بين المجازر و الإبادة و بين الإضطهاد و التهجير الممنهج لشعب كامل بدون إستثناء وإن وجد فانتم بماذا ناضلتم ضد الظلم ؟

ثقافة رمي الحجارة لن تجدي نفعاً يا اخوتنا في الشهادة ، كان عليكم ان تطلبو العون قبل الرجم لإننا كأرمن لم نغتصب حق أي شعب بل على العكس تماماً .

ربما البعض يقول ما سبب هذه المقالة اللاذعة ؟
نقول لكم نحن ليس لدينا أعداء غير من هو جالس على أرض اجدادنا و يتمتع بخيراتها و بنعيمها و هم وحدهم الاتراك لا غير . وعلى من يريد أن يصل إلى حقوقه، عليه أن يحدد عدوه أولا و من ثم محاربته بكل الطرق الشرعية و إكثار الأعداء لن يجدي نفعاً بل على العكس سيهد ما تبقى من الركام فوق ساكنيه و عندها تكون المواجهة اكبر و اضخم و تحتاج إلى جهد ربما لن تتمكن من الوقوف في وجه أعدائك لذلك عليكم ان تخططوا جيدا للمستقبل تفرقوا بين العدو و الصديق.

ونحن نتكلم عن هذا الموضوع لإن الأخوة السريان كرروا اكثر من مرة العبارة التالية :

(الاتراك خططوا، والاكراد قتلوا، والارمن استثمروا !!!)
الاتراك (السلطة السياسية والعسكرية) قرروا قتل واقتلاع السريان من أراضيهم التاريخية سنة 1915. أما الاكراد (القبائل الكردية) فقد نفذوا رغبة الاتراك، وحصلوا كمكافأة على أراضي ونساء السريان. أما الأرمن فقد نجحوا في استثمار الإبادة السريانية من خلال عدم التطرق لها وتحويلها تدريجيا الى (إبادة ارمنية) فقط. لقد استفاد الجميع من ضعف السريان المساكين.

و للتذكير لمن ليس له الإضطلاع الكاف على الموضوع نقول، أن الإخوة السريان و الأشوريين و اليونان تعرضوا إلى القتل الممنهج مع الأرمن و تراوحت أعداد القتلى من ) السريان و الأشوريين قرابة 350.000 شهيد و اليونان بما يقابل نفس العدد تقريبا و هذا ما هو موثق لدى المنظمات الدولية و 1.5 مليون شهيد ارمني.

لكن ما هو غير موثق اكبر من هذه الأرقام و المنظمات الدولية و الحقوقية لديها كل تفاصيل الجينوسيد الأرمني و (رافائيل لينكلن) عندما تحدث عن مصطلح الGenocide سبق تعليقه عن الموضوع تفاصيل عديدة جعلت من هذا المصطلح عبارة تطلق فقط على الإبادة الجماعية الارمنيـة و نقولها اسفاً و ليس فخراً ، و( أرمان فاغنر) عندما دوّن الصور و المشاهد القاسية التي يعود لها الفضل في تأكيد إبادة الأرمن بمشاهد مصورة ذكر كل صورة بتاريخها و مكانها و ذكر اسماء الأشخاص أحياناً .

والسفير الأميريكي في السلطنة العثمانية هنري مورغنتاو الذي يعود له الفضل الأكبر في تأريخ المعلومات و الحقائق و المنشورات التي وثّقت قتل الأرمن و من كتاباته إعترف العالم بهذه الواقعة التاريخية اللعينة .

ونقول لمن يستخدم صور و وثائق الإبادة الارمنية في نشر قضيته ، نقول له ان ما يفعله يفيدنا اكثر من ان يضرّنا لإنه ينشر حقائق تثبت إبادتنا و تلك المشاهد التي ينشرها، موثقة في كل المحافل الدولية تحت مسمى ملف ( الإبادة الجماعية العرقية الأرمنية ).

*الخلود لشهداء الأرمن و السريان و اليونان و الآشوريين .
*بسواعدنا و سواعدكم سنعيد الحق لإصحاب الحق مهما طال الزمن .

بقلم: ساكو هوفهانيسيان

scroll to top