حين ألقى الزعيم النازي أدولف هيتلر أثناء الحرب العالمية الثانية أوامره بقتل ملايين البشر من يهود وغجر اعتقد البعض أن تلك كانت أولى عمليات الإبادة الجماعية في القرن العشرين أو حتى في العصر الحاضر إلا أنها في الحقيقة لم تكن كذلك، لأنه ثمت إبادة جماعية أخرى حدثت بعقدين قبل الهولوكوست اليهودي.
في العام 1915 قررت تركيا العثمانية بزعامة الثلاثي المجرم (طلعب، أنور، جمال) القضاء على العنصر الأرمني وإنهاء الوجود الأرمني من على كوكب الأرض نهائيا. الأتراك استغلوا ظروف الحرب العالمية الأولى للتخلص من فئة من الشعب لطالما آمن الأتراك أنهم متقدمين أكثر منهم والتخلص منهم واجب للحفاظ على “تركية” تركيا.
تم جمع مثقفي وقادة المجتمع الأرمني حيث تم قتلهم جميعا ومن ثم بدأت عملية ترحيل عامة الشعب إلى الصحراء السورية حيث قتل من قتل في الطريق وآخرون بسبب الجوع والعطش والأمراض والأوبئة عدا عن القتل المتعمد حيث كانت الأوامر واضحة بالقضاء على هؤلاء دون أي تردد.
بعد هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى قامت الدولة العثمانية بمحاكمة شكلية للمسؤولين عن الإبادة الجماعية الأرمنية ولكن جميع المنفذين كانوا قد فروا خارج الإمبراطورية وتم حرمان من تبقى من الشعب الأرمني على قيد الحياة من العودة إلى وطنه.
المجتمع الدولي فشل في محاسبة من نفذ جريمة الإبادة الجماعية الأرمنية وهذه كانت إحدى أهم الأسباب التي جعلت هتلر لا يتردد في تنفيذ عمليات الإبادة الجماعية بحق السكان الأبرياء. يقال أن هيتلر كان يتناقش بضرورة إجراء إعادة توطين للسكان من منطقة إلى أخرى سنة 1931 وانه جاء على ذكر الإبادة الجماعية الأرمنية وكيف نجح الأتراك إخلاء مناطق شرق الأناضول من الأرمن.. أما في العام 1939 وقبل غزو بولندا قالها وبصراحة: “من بعد كل ما حصل يذكر إبادة الأرمن“.