6545.jpg

ليون زكي: حصان طروادة سوري داخل تركيا

أشار رجل الأعمال ليون زكي بان أنقرة تتعامل مع أحداث سورية بأسلوب خطوة إلى الأمام وخطوة إلى الخلف، وغالباَ ما تتراجع الحكومة التركية بسرعة عن أي موقف قوي تتخذه دعماَ للحراك في سورية، فأنقرة مضطرة إلى اتخاذ موقف معتدل لا يثير غضب غالبية مواطنيها، وخاصة الذين ينتمون إلى الطائفة العلوية، الذين يشكلون أكثر من ٢٠ مليون نسمة.

وأضاف زكي إذا كان الأكراد ومن الموقف العرقي يمثلون هاجساَ أمنياَ، فإن العلويين ومن الموقف المذهبي يحتلون هاجساَ أشد خطورة، مما أدى إلى مذبحة “درسيم” في عام ١٩٣٧ في منطقة تسمى الآن “تونجيلي”، التي نفذتها الحكومة التركية المركزية في ذلك الوقت، حيث تم القضاء على عشرات الآلاف من العلويين والأكراد بوحشية من قبل الجيش التركي، وذلك بالقتل الجماعي للمدنيين وهدم منازلهم وقصفهم حتى من الجو، كانت جريمة إبادة عرقية وجماعية…!

وأشار زكي بأن فور صدور التقرير الأوربي حول حقوق الإنسان في تركيا، خرج العلويون إلى الواجهة الإعلامية بقوة، وقدموا دعوى قضائية ضد الحكومة احتجاجاَ على عدم الاعتراف بحقوقهم المذهبية، حتى ان بناء دور العبادة لهم شبه مستحيل من قبل العثمانيين الجدد المتمثلين بحكومة أردوغان، لكن المسألة العلوية ظلت تحت الرماد، إلى ان اندلع الحراك في سورية.

وقال ليون زكي أن “حصان طروادة” السوري في الداخل التركي الذي يضم خليطاَ من العلويين الأتراك والأكراد والتركمان والعرب الرافضين للتدخل التركي بالشأن السوري، مثل غالبية الشعب التركي بكافة أطيافه الأخرى، وهو الذي يقف وراء موقف أنقرة المتردد.

واستشهد زكي بأقوال أحد زعماء العلويين الأتراك علي كنعان أوغلو الذي صرح (خلال المقابلة على قناة الميادين) بأن تدخل حكومة أردوغان بالشأن السوري مرفوض، ليس فقط من قبل العلويين، بل من قبل الغالبية العظمى من الشعب التركي.

ولفت ليون زكي بأن خلال الأحداث الدامية الأخيرة التي شهدتها تركيا، كانت المفاجأة عندما اتهم أردوغان العلويين الأتراك أكثر من مرة بالتحريض على التوتر والأضطراب والتظاهر في كل أنحاء تركيا، بل العمل لإقامة دولة على أجزاء من تركيا و متهماَ محاولتهم لسيناريو تقسيم تركيا (حسب تعبير أردوغان).

وإلى ذلك تزداد المخاوف من أن يتم تصدير التوترات الدينية التي شابت الحراك السوري إلى جنوب وغرب تركيا، والذي يتسم بالتوازن الديموغرافي الدقيق بين السنة والعلويين والمسيحيين.

بالحقيقة فإن “حصان طروادة” السوري في أهم وأغلب الأقاليم التركية، بالإضافة إلى غالبية الشعب التركي بكافة اطيافه، وأصبحوا صداع في رأس أردوغان، وهذا ما يفسر تردد أنقرة حيال الحراك السوري، وهكذا نستطيع أن نفهم السياسة التركية التي تتمثل بالكثير من الأقوال… والقليل من الأفعال.

scroll to top