نشر موقع قناة الجزيرة في نسخته الخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية مقالا بقلم الكاتب ستيفن كينزر الزائر لمعهد واتسون للدراسات الدولية في جامعة براون، حيث جاء في مقتطفات من المقال:
“حكمت السلطنة العثمانية الأتراك فترة 470 سنة حتى جاء مصطفى كمال أتاتورك سنة 1923 لينهي الإمبراطورية ويعلن قيام الجمهورية التركية. إن الإنتخابات البرلمانية المقبلة في تركيا ستحدد وبشكل واضح ما إن كان الأتراك بالفعل يريدون الإستمرار تحت حكم شكل من أشكال السلطنة بقيادة المرشد الأعلى لديهم والمخول الوحيد للسيطرة على أدق جوانب الحياة الوطنية في البلاد.
إن السلطان “قيد الإنتظار” رجب طيب أردوغان كان رئيسا لوزراء تركيا مدة 11 عاما قبل صعوده إلى منصب الرئاسة سنة 2014. إن العقبة الوحيدة في طريق أردوغان لتحقيق أحلامه هو حزب الشعب الديموقراطي الذي في حال نجح أردوغان في إزالتهم من الساحة فإنه سيكون قد وصل تقريبا لحلمه في تحقيق السلطنة العثمانية الجديدة التي يرغب في تزعمها.
ويبقى السؤال الأهم: هل ينجح حزب الشعب الديموقراطي في الحصول على 10% من الأصوات وهو الحد الأدنى المطلوب ليخوله دخول البرلمان وبالتالي التحالف مع أحزاب معارضة أخرى لعرقلة عمليات تغيير الدستور والقوانين التي يطمح إليها أردوغان؟ في حال الفشل في تحقيق الحد الأدنى من النسبة المطلوبة فإن أردوغان سيتحول لا شك إلى أقوى زعيم تركي منذ ظهور الديموقراطية التعددية في تركيا سنة 1950.
الأتراك هذه الأيام يقضون ساعات طويلة يتساءلون عن السبب الذي حول قائدهم من زعيم محب للإصلاح إلى سياسي يسعى لزرع الإنقسامات الداخلية وتحقيق الطموحات الشخصية. في الحقيقة ثمة وجهات نظر عديدة حول وضع أردوغان. ففي الوقت الذي يعتقد فيه كثيرون أن هذا الرجل يتصرف وفقا لأنجدة خفية معدة سلفا يرى آخرون أنه غير متوازن عقليا وأن الإشاعات التي نشرت عن إصابته بالسرطان جعلت منه رجلا في عجلة من أمره. ولكن التفسير الأكثر ملائمة لحاله هو المقولة القديمة قدم السياسة: إن طول فترة بقائه في السلطة قد اتلفته.”