معروف أن السنوات الأولى لإستقلال أي دولة من إحتلال أو إنفصال عن منظمة ما تعتبر الأصعب في تاريخ تلك الدول الوليدة فما بالك لو كانت الدولة في حرب مع جارتها على آراشي شاسعة لا يمكنها أن تنتهي دون إنتصار أحد الطرفين عدا عن زلزال مدمر تسبب بتدمير مدينة بكاملها. إننا نتحدث عن أرمينيا التي استقلت عن الإتحاد السوفياتي سنة 1991 وخاضت حربا شرسة مع آذربيجان انتهب بالإنتصار وتحرير أراضي آرتساخ..
إن السنوات الأولى للإستقلال وخاصة بداية التسعينات من القرن الماضي كانت الأصعب بالنسبة لأرمينيا التي كان عليها مواجهة العديد من التحديات الداخلية والخارجية لضمان بقائها واستمرارها كدولة مستقلة.. الجميل أن أرمينيا لم تتلقى الدعم فقط من أرمن الشتات الذي استمر ويستمر حتى يومنا هذا بل وأيضا من دول بعينها لا يمكننا سوى أن نتطرق إلى أياديهم البيضاء في هذا المضمار، وإحدى هذه الدول كانت سوريا التي قرر رئيسها آنذاك حافظ الأسد إرسال 6000 طن من القمح السوري إلى الشعب الأرمني.
على كل حال سوريا كانت من أولى الدول التي اعترفت باستقلال جمهورية أرمينيا وساندت الشعب الأرمني في قضاياه الدولية العادلة عدا عن الرعاية والإهتمام الخاص التي اولته سوريا عبر حكوماتها المتعاقبة وشعبها النبيل تجاه الأرمن أيام محنتهم الكبرى… شكرا سوريا.
الصورة المرفقة: الأسد الأب (حافظ الأسد) في ساحة الجمهورية في أرمينيا ضمن زيارة خاصة قام بها لهذه الجمهورية سنة 1972.