بعد صلب المسيح أظلم النهار وغابت الشمس وحدثت عاصفة لم تبق ولم تذر وانشق حجاب الهيكل وتصدع…والهيكل هو هيكل سليمان الذي ورد ذكره في كتب تم ضمّها قسراً الى المسيحية واطلق عليها مصطلح العهد القديم وقيل ان المسيح جاء ليتمم وفي هذا اعتراف نسب الى السيد المسيح …اعتراف بالكتب التي تضم العهد القديم وبأن حجر اساس المسيحية هو كتب اليهود التي فيها ما فيها والبعيدة كل البعد عن الدين المسيحي وتعاليمه….سمعنا من السيد المسيح المقولة الآتية: قيل لكم أو سمعتم أو قال الأقدمون… أما أنا فالحق الحق أقول لكم … هذا هو النقض… المسيح جاء لينقض ولم يأتي ليتمم… يتمم ماذا؟ رذائل اليهود؟… الذين دسّوا سمومهم في الدين المسيحي واخترقوه؟
والذي حدث في العراق وسوريا بعد العراق هو ارذل الرذائل…فاليهود رغم بذلهم سابع المستحيلات فهم لم يعثروا على هيكل سليمان لا السليم ولا المتشقق ولا المتصدّع …ولم يحصلوا على حجر واحد من هذا الهيكل المزعوم الذي يمثل أرثهم وبالتالي فهناك عقوبة جماعية يجب فرضها على المنطقة كلها وهي تجريدها من ارثها الحضاري واستئصال معالمها…لتصبح منطقة جرداء…خراب يباب…في الواقع لم يدمر العرب هيكل سليمان ولم يفعل الرومان ذلك لأن المسألة برمتها محض خيال واحتيال ورد في كتبهم التي فرضت فرضاً على المسيحية، لا يوجد هيكل لسليمان لأنه لا وجود لأي أثر له.
تلك الكذبة التي كذبوها وصدقوها…وقد فرضوها على العالم منذ أمد بعيد.
أما زنوبيا العظيمة فها هي تقف على شرفة معبد من معابد تدمر وفي عهد ما قبل الاسلامية وما قبل المسيحية كدين أوطان لتدافع مع المدافعين عن مملكتها،في زمن كان فيه الانسان أكثر قرباً من الله تعالى عمّ هو عليه اليوم… اليوم يقتلون الانسان بإسم الدين واليوم سيقتلون تدمر بإسم الدين أيضاً…فلا نامت أعين الجبناء.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الارمني
21/05/2015