اقتيد من كنيسته حيث كان يتعبد ويصلي لخالقه تلك الصلاة الأخيرة بعد اقتحامها ووجد نفسه مخفوراً وحوله شذاذ الآفاق واقتيد الى الساحة العامة وركع قبالة ساق شجرة ووضع رقبته في اعلاها ولا شك أنه ردد عبارة السيد المسيح يا أبتاه إغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون … وأحسّ بألمّ مروع لم يألفه من قبل ثم انتهى كل شيء وانتشى قاتله الموقن هو والذين معه بأنه قدّم خدمة جليلة لخالقه.
هنيئاً لكم ما فعلتم وبمباركة اسياد العالم المتحضر الذين قرروا أن كل المصلحة هي في ما فعلوه وما زالوا يفعلونه في سوريا. ليبدأ السوريون فيما بعد التحدث عن ذكرى المجزرة الكبرى ويضعون تاريخ بدايتها ويقيمون لها الأنصاب التذكارية ويشعلون حولها الشموع ويريقون البخور ويجترّون المواجع والفواجع في حين يرقد مئات الآلاف من الشهداء تحت التراب من أجل لا شيء…
هذا ما حدث للأرمن في الـ 24 من أبريل/نيسان 1915 ومرت المئوية الأولى، وأشعل الأرمن الشموع وأراقوا البخّور واجترّوا المواجع والفواجع ومليون ونصف قتيل من الشعب الأرمني رقدوا جميعاً تحت التراب من أجل لا شيء.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
25/05/2015