كان محبوبا جدا وكان إنسانا وصديقا قبل كل شيء، كانت له (وفقط له) تعطى جميع مهمات الترجمة من وإلى العربية على المستوى الرسمي وكان المترجم الخاص للرئيس سيرج ساركيسيان وجميع الشخصيات الأرمنية السياسية والدينية رفيعة المستوى أثناء اللقاءات التي كانت تعقد مع شخصيات عربية في أرمينيا كما في الخارج.
كان معروفا باسم السيد هوفهانيس لدى العاملين في راديو أرمينيا العام، ولكن لقبه في قسم اللغة العربية من جامعة يريفان كان “الأستاذ”، حيث كان محبوبا لدى جميع الطلاب وكان يجيد العربية الفصحى أفضل من الطلاب العرب القادمين للدراسة في يريفان حتى أنه في إحدى المؤتمرات التي عقدت في القاهرة قبل سنوات وحين وصف نفسه بأنه مهتم بالعربية قاطعه عملاقة اللغة العربية بالقول: عذرا فأنتم خبراء في اللغة العربية ولستم مجرد مهتمين.
اسمه الكامل هوفهانيس آسادوريان وهو من مواليد سوريا، كان حلمه القدوم إلى أرمينيا وهو ما تحقق له بالفعل في ستينيات القرن الماضي حين جاء مع عائلته إلى يريفان في الجولة الثالثة من هجرة العودة إلى الوطن على ما يبدو.
قبل سنوات قليلة تم الإتصال به من قبل مسؤولين في محطة الجزيرة الفضائية القطرية الدولية حيث عرض عليه العمل مراسلا أو مذيعا وبشروط وصفت بالممتازة من حيث المرتب والمهام الوظيفية كما تقول إحدى العاملات في راديو أرمينيا العام، والتي عنها ننقل لكم هذا الخبر، إلا أنه رفض رفضا قاطعا وحين سألوه عن السبب قال: كيف اعمل معهم وهم من دمروا وطني سوريا بتقاريرهم التحريضية منذ العام 2011.
كما تم دعوته للعمل في BBC إلا أنه رفض أيضا لأنه شرط العمل كان الإنتقال إلى بريطانيا أي ترك أرمينيا وهو الشيء الذي كان من سابع المستحيلات، كما يقال بالعامية، بالنسبة للسيد آسادوريان.
– بين الأعوام 1967-1972 انهى دراسته في جامعة يريفان الحكومة في قسم الاستشراق.
– عمل مترجما في راديو أرمينيا العام منذ العام 1972.
– بدأ من العام 1980 عين محاضرا في قسم الدراسات العربية من جامعة يريفان الحكومية.
– في العام 2010 منحه الرئيس ساركيسيان وسام موفسيس خوريناتسي وهو من أعلى الأوسمة التي تعطى في أرمينيا لمن يقوم بأدوار هامة في التعريف بالأرمن وأرمينيا.
عرف عن السيد هوفهانيس ظهوره في جميع اللقاءات التي جمعت ساركيسيان والرئيس السوري بشار الأسد أثناء الزيارات المتبادلة التي قام بها قادة البلدين قبل إندلاع الأحداث في سوريا كما يبدو واضحا من الصور أعلاه.