هذا ما بقي من كنيسة الأرمن…جملة الهمج التي بدأت في العام 1915… تنشط الآن بعد قرن كامل من الزمان…والثمن هو الدمار الماحق والكره والعداوة التي ستمتد بعد الكارثة لتبقى بين ابناء البلد الواحد لقرن كامل قادم…من الذي اوعز بقتل اخوتكم في الوطن وقتل ابنائكم وابناء عمومتكم …من الذي اوعز بسبي بناتكم وشقيقاتكم وأمهاتكم واغتصابهن وبيعهن في سوق النخاسة…من الذي أوعز؟ وكيف قبلتم؟
متى كانت الكنائس مباحة ومتى كان الأمر بهدم المساجد يمرّ بلاحساب؟ من كان يجرؤ على اصدار امر بهدم مسجد لإنشاء طريق…من كان يجرؤ على هدم بيوت الله…لم يحدث مثل ذلك من قبل…تهيباً وخوفاً وإجلالاً لإسمه جلّ جلاله.
أما اليوم فحثالات تخبط خبط عشواء لتبرهن لشعوب الأرض كافة بأننا غير جديرون بالحياة وغير جديرون بمقاسمة أحد نعم الله وإحسانه.
بعد انتهاء الحرب، ولكل حرب نهاية، سيجوب الشوارع قوم بلهاء قتلوا ابنائهم وابناء عمومتهم وقتلوا فتيتهم وأولادهم وأبنائهم وأحفادهم وشيبهم وشبابهم وهدموا الصروح والبنيان، مثلوا بالجثث وقطعوا الرؤوس اغتصبوا بناتهم وحفيداتهم وإخوتهم وأمهاتهم وجرّبوا بهنّ كل ما أمكن تجربته،قتلوا كل شيء جميل وهدموا كل شيء جميل، وضعوا أنفسهم ووضعوا غيرهم في ظروف مستحيلة فحدث ما حدث وللبقية صلة.
ابكيك دماً يا بلدي ويا مسقط رأسي ومسقط رأس أبي، أبكيك دماً…بسبب الجهل وأتباع أبا جهل…ابكيك دماً يا سوريا التي كانت منارة الأرض فأضحت ركاماً وخراب…أهلاً بعادات الجاهلية وأهلاً بالوقوف على الأطلال…وهنيئاً لجماعة أبا جهل بهذا النصر وهذا الفتح…فلقد تحقق المراد وصارت سوريا أطلال.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
02/05/2015