من يقرأ العنوان يعتقد للوهلة الأولى أنه ثمة خطأ ما، فمن المعقول أن نجد دولة لا تعترف بالإبادة الجماعية الأرمنية (رغم قلة هذه الدول) أو دولا عدة لا تعترف بإستقلال جمهورية آرتساخ.. ولكن أن يكون ثمة دولة لا تعترف بوجود الأرمن ولا بوجود أرمينيا على كوكب الأرض فذلك أمر يثير السخرية بعض الشيء.
عزيزي القارئ لا تستغرب إن قلنا لك أن “دولة” باكستان هي الوحيدة في العالم التي لا تعترف بجمهورية أرمينيا كدولة مستقلة وذات سيادة. أعدائنا (تركيا وأذربيجان) يعترفون بأرمينيا كدولة مستقلة وهؤلاء في الصورة المرفقة لا يعترفون (هههه) أمرا يثير السخرية والشفقة في آن.
قبل أعوام حين نشرنا حقيقة أن باكستان لا تعترف بجمهورية أرمينيا ولا تعتبرها موجودة على خرائطها ونشراتها الإخبارية اعتقدنا في حينه أن هذا الموضوع قد يكون مؤقت وأن عصر العولمة والمعلوماتية والإنترنت والإنفتاح وغيرها من مصطلحات العصر الحاضر قد تفعل فعلها وتجعل هؤلاء يتثقفون وتبدأ خلايا عقولهم بالعمل وبالتالي الإعتراف بنا (وإن كان إعترافهم لن يضيف أي شيء لأرمينيا)، ولكن عبث.. فهؤلاء لا يفكرون أصلا ولا أعلم كم منزل هناك موصول بالعالم الخارجي عبر شبكة الإنترنت وأجزم أن النووي الذي يملكونه الغرب هو من اسسه وصنعه لهم لمواجهة إيران أو لحسابات سياسية خاصة بهم.
يقول الساسة الباكستانيون أن سبب عدم إعترافهم بجمهورية أرمينيا هو “إحتلال أراضي أذربيجان” والمقصود طبعا أراضي جمهورية آرتساخ (ناكورني كاراباخ) التي قام الأرمن بإستعادتها بعد 70 عاما من الإحتلال الأذربيجاني لها بعد.. وكذلك ترفض باكستان بشدة الإعتراف بالإبادة الأرمنية كحقيقة تاريخية وتقوم بمساندة تركيا في المحافل الدولية ضدّ مساعي الأرمن في إنتزاع الإعترافات الدولية بتعرضهم للإبادة مطلع القرن الماضي.