دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المجتمع الدولي وأصحاب النوايا الحسنة إلى الاعتراف بالإبادة الارمنية، مقارناً ذلك بالاعتراف بالخطيئة ومراحلها الثلاث من اعتراف فتوبة فكفارة.
وخلال مشاركته في اعمال ونشاطات الذكرى المئوية الأولى للإبادة الجماعية الأرمنية في أرمينيا الأسبوع الماضي عبّر الراعي عن مخاوفه من حصول جرائم مشابهة في العالم وخاصة في الشرق الأوسط، لافتا في هذا السياق الى ما حصل للاقباط والأثيوبيين في ليبيا.
وتوجّه الراعي للشعب الأرمني ولكلّ الشعوب التي تتألم بالإبادة، بالمجازر وبالاعتداءات، داعيًا إياهم للانطلاق من جديد وبصيغة جديدة، وقال: “نحن هنا لكي نقرّ اننا امام جريمة تسمى إبادة، لا لكي نثأر، ونحن نرفض الثأر، انما لكي نتجنب حصول مثل هذه الابادة، فإذا لم تعترف الاسرة الدولية بالابادة فإن ابادات اخرى ستُرتكب من جديد، والبرهان ان الابادات والمجازر تُرتكب والاسرة الدولية صامتة”.
ودعا الراعي أيضًا “للاعتراف بأن هناك خطيئة قتل من اجل التوبة كي لا نعود الى ما ارتكبنا، فلا الابادة ولا المجازر ولا الاعتداءات يمكن تبريرها لاي اسباب اكانت سياسية ام اقتصادية كما يجري اليوم. لذلك يجب الاعتراف بالخطيئة من اجل التوبة والتعويض”، وخلص إلى أنّ “من يريد ان يكون كبيرا حقا عليه ان يعترف بخطئه، ولان الله كبير فهو يرحم ويصالح، والكبير هو الذي يعرف ان يسامح بدوره، فان اكبر فعل شجاعة وحرية يقوم به انسان هو عندما يقرّ بانه اخطأ”.