نشر رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني ليون زكي تقريراً مطولاً في العدد الخاص لجريدة “أزتاك” الناطقة بالأرمنية (والتي صدرت والأول مرة باللغة العربية) حول مسألة اعتراف سورية بالإبادة الأرمنية، وذلك بمناسبة مرور مئة عام على المجزرة الجماعية التي أزهقت حياة زهاء مليون ونصف مليون أرمني على يد العثمانيين سنة ١٩١٥. وخلص إلى الاعتقاد بأن الاعتراف بالإبادة “مسألة وقت” لترى الفكرة النور عبر المؤسسات السورية المعنية بعدما نضجت وجرى التمهيد لها بشكل جيد.
وأوضح زكي بأن مجلس الأعمال السوري الأرميني، الذي يشغل فيه مهام رئيسه لدورتين متعاقبتين “بذل جهوداً مقنعة على هذا الصعيد على أمل انضمام سورية إلى نادي الدول الـ ٢٢ التي اعترفت بالمجزرة الفريدة من نوعها على مر العصور والتي يندى لها تاريخ البشرية جمعاء. ويحدونا الأمل بنيل اعتراف مجلس الشعب السوري بها ليضاف إلى برلمانات أكثر من ٢٠ دولة أوربية وأمريكية أقرت بفصولها”.
وبيّن أن بداية الجهود “تركزت على مستوى وسائل الإعلام لتهيئة الأرضية المناسبة لبلوغ الهدف المنشود وإطلاع الرأي العام، وخصوصاً لدى عامة الناس وشريحتهم العظمى، على تفاصيل الموضوع وخلق ميول موالية لفكرة الاعتراف بالإبادة على الرغم من تأييد جمهور المفكرين والمثقفين لها ورغبتهم في إنصاف الشعب الأرمني الصديق بشكل عام والسوريين الأرمن خاصة لما لحق بهم من قتل وتشريد”.
ولفت إلى سعي المجلس لنشر العديد من المساهمات في الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت الإخبارية المحلية المرموقة عن مسألة الإبادة مثل جريدة الوطن ووكالة شام برس وموقع تحت المجهر والرادار وغيرها بالإضافة إلى تلفزيون الخبر والمقابلات التلفزيونية على الفضائية السورية والإخبارية السورية.
واشاد ليون زكي بوسائل الإعلام السورية التي رحبت بالمساهمات وشجعت عليها “مما خلق نوعاً من التفاعل الناجح مع جمهورها، الأمر الذي ساعدنا على الانتقال إلى الخطوة التالية من خطة العمل التي رسمناها لتحقيق الغاية التي نسعى إليها ويبتغيها كل الأرمن وهي الاعتراف الرسمي بالإبادة الجماعية، وكنا نتمنى لو أنها حصلت بمناسبة ذكرى مرور مئة عام على ارتكابها والمصادفة في 24 نيسان (أبريل) الجاري”.
وأشار زكي إلى أن الخطوة الإعلامية الثانية شددت على مناشدة مجلس الشعب السوري للاعتراف بالإبادة الأرمنية الجماعية كمؤسسة تشريعية ممثلة للشعب السوري “المؤمن بالأرمن كمكون أساسي من مكونات مجتمعه الرافض للإجرام والمؤيد لرد الحيف والظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا الأرمني جراء سياسات إنكار الإبادة الجماعية على الرغم من ثبوتية وقائعها لدى جميع الدول والتي لم تقتصر فقط على الأرمن بل تعدتهم إلى السريان والآشوريين أيضاً”.