لا يمكن المرور بيريفان من دون تذوق الـ “لافاش” أو الخبز الأرمني، فهو من أشهر أنواع الخبز في أرمينيا. طعمه المميز وطريقته الفريدة في التحضير جعلاه من أشهى مكونات المطبخ الأرمني. هو ليس مجرد خبز عادي بالنسبة إلى الشعب الأرمني، فمنذ القدم شكل الـ”لافاش” برمزيته أحد عناصر الثقافة التي تحرص الأجيال على الحفاظ عليها، فأصبح تحضير هذا الخبز ضرورةً في كل المناسبات.
وقالت إحدى صانعات هذا الخبز إن: “الـ”لافاش” يحتاج إلى جهد وهو من تراث أجدادنا، نحن كنا نعد الخبز في بلدتنا. حتى الآن نحافظ على عمل أجدادنا. الـ”لافاش” صحية ولا شيء كيميائي داخلها نستخدم الطحين والخميرة حتى يختمر العجين ثم نبدأ الخبز. في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر نحضر الـ”لافاش” ونحفظها حتى شهر أيار/ مايو ويمكن إستخدامها طيلة هذه المدة”.
يتميز هذا الخبز برقته وطريقته المميزة في التحضير، توضع العجينة على لوح لجعلها رقيقة إلى أقصى درجة ثم تلصق على الجدار الداخلي لحفرة فيها نار مشتعلة وهي التنور المصنوع عادة من الفخّار، ليخرج بعد لحظات محمّصاً وساخناً وشهياً.
لتحضير هذا الخبز لا بد أن يكون العمل جماعياً من ثلاث إلى خمس نساء يجتمعن حول التنور ولكل منهنّ دورها. لكنّ الأساس هو أن يخبز هذا الخبز بحب لأن الشعب الأرمني يؤمن بأنه يجب أن تردّدّ الدعوات لتحلّ البركات خلال خبز العجين لأن لـ”لافاش” مفعولاً سحرياً وقد تتحقق الأماني من خلاله. وتشير سوسانا موفسيسيان وهي إحدى صانعات الخبز أيضاً إلى أنها: “بكل حب أعد هذا الخبز بكل حب أعمل فأنا احب عملي كثيرا وأحترمه”.
مهارات خاصة جعلت هذا الخبز يحصل على مكانته المميزة في قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو إذ أدرج الـ”لافاش” في هذه القائمة عام 2013 بعد أن خضع لإختبارات المتخصصين وحصل على تقييمهم الإيجابي.