إنها الساعة الـ 12:00 منتصف الليل بتوقيت العاصمة الأرمنية يريفان.. أرمينيا تدخل شهر أبريل/نيسان وتعلن رسميا دخول كامل الأمة والإنسانية في أحد أكثر الأشهر إحياء لذكرى الموتى وشهداء الإبادات الجماعية، ولكنه بعد الآن سيكون شهرا للبقاء والإصرار على البقاء والإستمرار في البقاء.
البقاء.. نعم البقاء، هذا هو عنوان شهر أبريل/نيسان من هذا العام.. البقاء رغما عن أنوف كل من أراد لهذا الشعب الفناء.. البقاء رغما عن أنوف كل من أراد أن ينهي الوجود الأرمني على كوكب الأرض.. والبقاء رغما عن أنوف كل من أراد أن يبقي أرمنيا واحدا فقط ليعرضه في المتحف..
وع سيرة المتحف، يستعد متحف الإبادة الجماعية الأرمنية في العاصمة الأرمنية يريفان لاستقبال مئات الألاف من أصحاب الضمير الحي من جميع أصقاع المعمورة، من أرمن وغير أرمن، ليكونوا حاضرين في ذكرى الإبادة الجماعية الأرمنية ويشاهدوا بأم أعينهم مئات وربما آلاف الصور والوثائق والأدلة التي تؤكد أن قوما من الهمج قد قاموا ذات يوم بمحاولة إفناء فاشلة لشعب بأكمله.. هؤلاء لن يتجهوا إلى تركيا ليشاهدوا الأرمني الأخير الذي أريد له أن يعرض في متاحفهم التي لا تحتوي إلا التزوير، بل إلى أرمينيا عاصمة 12 مليون أرمني وتحديدا في متحف الإبادة الجماعية الأرمنية الذي شيد ليسرد للعالم أجمع قصة شعب أراد له الشيطان الفناء فأراد له الله البقاء..
ها نحن في اللحظات الأولى من أكثر الأشهر قدسية ورمزية لدى الأرمن، أبريل/نيسان الذي لطالما كان كابوسا يؤرق راحة العثمانيين، وسيبقى كذلك حتى يأتي اليوم الذي يزور فيه العثماني الجديد بنفسه نصب شهداء الإبادة ويعلن الإعتذار الغير منقوص مع الندم والوعد بالتعويض.. هذا ما يتطلبه الواجب الإنساني إن كانوا بالفعل يعتبرون انفسهم بشرا.
نحن باقون والمستقبل لنا.. وكل شبر من أراضي أرمينيا الغربية سيتم تحريرها بالتأكيد.. يرونه بعيدا ونراه قريبا.
إدارة خبر أرمني