دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحكومة الأرمنية، إلى العمل مع تركيا “من أجل التوصل إلى الحقيقة”، حول الأحداث التي شهدتها منطقة الأناضول إبان الحرب العالمية الأولى، والتي تشكل عملية تطهير عرقي منظم قامت بها السلطات العثمانية ضد رعاياها الأرمن.
ونقلت الفضائيات الإخبارية التركية عن أردوغان قوله في كلمة ألقاها خلال افتتاح مؤتمر ومعرض مدراء الأرشيف العالمي، تحت عنوان “وثائق الحرب العالمية في عامها المائة”، أمس الخميس أن “هناك أكثر من مليون وثيقة تم تصنيفها في الأرشيف”، داعيًا الحكومة الأرمينية إلى تقديم الوثائق التي تملكها وتكليف مؤرخين ومؤرشفين ومختصين بعلم السياسة وحتى علماء آثار وقانونيين بالعمل على تلك الوثائق والبحث عن الحقيقة فيها.
وأضاف مخاطبا الحكومة والجالية الأرمنية في الخارج: “لن تكسبوا شيئًا من الحملات المغرضة التي تشنونها ضد تركيا من خلال التجول على البلدان وتقديم الأموال لها، وتشكيل اللوبيات فيها، واللجوء إلى أساليب لا أخلاقية”.
وأشار الرئيس التركي إلى أن الجانب الأرمني أصر على تجاهل هذا الاقتراح، موضحًا أن الهدف ليس التوصل إلى الحقيقة، بل التهجم على تركيا وإلحاق الضرر بها، وقال “ليس هناك أية مسئولية (تاريخية) نتنصل منها، ولو أننا تتبعنا الآلام التي عان منها شعبنا وحده خلال الـ 100 أو150 عاما الماضية، لكان هناك ما نقوله وما نحاسب عنه أضعاف أضعاف المزاعم الأرمنية”.
ونذكر بأن أرمينيا لا تقبل بأي لجنة تقصي لحقيقة أحداث 1915 لأنها كانت واضحة باعتراف القادة العثمانيين أنفسهم وبوجود عدد كبير من الأدلة والصور والوثائق عن تلك الحقبة التي وصفت بكونها أحلك صفحات التاريح الحديث سوادا.
ويحيي الأرمن وأرمينيا ذكرى المئوية الأولى للإبادة الجماعية الأرمنية هذا العام بحضور جماهيري كبير جدا حيث من المتوقع وصول أكثر من 200 الف من أبناء الشتات إلى أرمينيا عدا عن المسؤولين الدوليين رفيعي المستوى كرؤساء فرنسا وروسيا وبابا الفاتيكان وغيرهم.