إن لم تكن من أبناء مدينة القامشلي السورية ربما تعتقد أن هذا الخبر لا يعنيك لا من قريب ولا من بعيد. ولكن إن كنت في يوم من الأيام طالبا في مدرسة إبتدائية أو إعدادية تابعة للأرمن في سوريا، أو أي بلد عربي آخر، وفي إحدى الحصص التي غاب عنها مدرس مادتها دخلت عليك آنسة محببة من قبل جميع الطلاب وبدأت تعلم الأغاني الأرمنية الوطنية ومن شدة تأثرها تذرف الدموع في كل مرة تقوم فيها بالغناء ستدرك حينها أن هذا الخبر يعنيك ويعني الأمة بأسرها.
رحلت عن عالمنا يوم أمس أيقونة معلمات المدارس الأرمنية في مدينة القاملشي السورية الأنسة آراكسي آرمينياكيان بعد صراع طويل مع المرض. الآنسة آراكسي التي لطالما عرف عنها تفانيها في خدمة الطائفة والمدرسة والكنيسة.
هي من مواليد القامشلي سنة ١٩٥٠ وقد نذرت حياتها لخدمة الطائفة وعملت لسنوات طويلة كمعلمة في مدرسة الفرات الخاصة وعرفت بوطنيتها وغيرتها الكبيرة على الطلاب وحرصها الدائم على تقديم أفضل ما تستطيع من أجلهم، ولها فضل كبير في زرع بذور الوطنية في قلوب جميع طلابها.
خدمت الكنيسة والنادي وتم تكريمها عدة مرات وعرفت في أوساط الطائفة بلقب “صوصي مايريك القامشلي” واستحقت هذا اللقب بامتياز.
أمضت معظم حياتها في القامشلي التي اضطرت لتركها بسبب الأحداث الجارية حاليا ( أُسْوة بعشرات آلاف من السوريين) وتوفيت في مدينة بيروت يوم ٢٣ يناير/كانون الثاني الحالي بعد صراع طويل مع المرض.
خبر أرمني يتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة لعائلة آرميناكيان.. الرحمة لروح الفقيدة الغالية والصبر لأهلها ومحبيها.