تنعقد آمال السوريين من أصل أرمني على مجلس الشعب السوري المقبل كهيئة تشريعية للاعتراف بالإبادة الجماعية لأكثر من مليون ونصف مليون أرمني ذهب ضحية على يد الأتراك إبان الحرب العالمية الأولى، لتصبح سورية ثاني دولة عربية بعد لبنان تقر بالمذبحة.
والحال ان الظروف مواتية الآن لمثل هذا الاعتراف الذي لا ينكره أحد في المنطقة بعد كشف حكومة أردوغان النقاب عن سياستها العدوانية تجاه سورية، البلد الممانع في وجه المخططات الغربية والإسرائيلية الرامية إلى تقسيم المنطقة وفق سايكس بيكو جديدة، لا مكان فيها للمشروع المقاوم في وجه الأطماع بثروات المنطقة.
وأعتقد أن القطيعة مع الحكومة التركية غدت حتمية ونهائية لا محالة، ولا مجال للمهادنة واللعب على الأوراق الإقليمية المكشوفة مع انكشاف النية المبيتة لإلحاق سورية بركب العثمانيين الجدد لحكم المنطقة واقتسام كعكتها مع الولايات المتحدة والدول ذات الماضي الاستعماري، ولذلك لا لقاء مصالح مستقبلاً يحرص على كسب ودّ تركيا، مما يؤشر إلى احتمال ترجيح إقرار المذبحة دستورياً، بل ترجيح كفة هذا الخيار سورياً على اعتبار أن سورية معنية بهذا بالملف المهم كونها كانت محطة رئيسية استقطبت الناجين من المذبحة وقدمت لهم المأوى وسبل الحياة، تشهد على ذلك بادية الشام وعشائرها في دير الزور والرقة والحسكة.
الاعتراف بالإبادة العرقية للشعب الأرمني من الحكومات والدول، بغض النظر عن العواقب السياسية والاقتصادية، مطلب أخلاقي للإنسانية جمعاء، يدلل على أهمية تضافر الوعي الجماعي والوجدان العالمي ضد إحلال الأكثرية لدم الأقليات وانتهاك حقوق الإنسان التي هي وصمة عار على جبين الطغاة.
ولذلك، أوجه نداء إلى السلطة التشريعية الممثلة للشعب السوري في الدور التشريعي الأول المقبل لعام 2012 لطرح موضوع الاعتراف بالمذبحة تحت قبة مجلس الشعب، وبالتأكيد سينال ثقة الأعضاء كونهم ممثلين للشعب السوري المؤمن بالأرمن كمكون أساسي من مكونات مجتمعه الرافض للإجرام والمؤيد لرد الحيف والظلم التاريخي الذي لحق بشعبنا الأرمني جراء سياسات إنكار الإبادة الجماعية على الرغم من ثبوتية وقائعها لدى جميع الدول.
ليون زكي – آخر المنشورات:
إن السوريين من أصل أرميني عازمون كما في كل عام منذ سنة 1915 على تقديم قضيتهم العادلة إلى الرأي العام المحلي والعالمي من خلال القيام بمبادرة إغلاق المحال التجارية العائدة لهم تخليداً لذكرى شهداء الإبادة في 24 نيسان الجاري وشهداء 6 ايار 1916 على يد الوالي العثماني جمال باشا السفاح الذي أعدم الوطنيين العرب.
ويفيد طرح القضية في وسائل الإعلام المحلية في خلق نوع من التعبئة المنددة والرافضة للمجزرة التي لم يشهد لها العالم مثيلاً، ومع ذلك تتراخى دوله وحكوماته في الاعتراف بها منعاً لإغضاب تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والخل الوفي المطيع والمنفذ لأجندة السياسات الأمريكية في المنطقة من دون مواربة.
إن “الربيع العربي” في طريقه نحو تركيا التي لا محال لن تنجو من تداعيات الزلزال الذي هزته شعوب المنطقة ضد حكوماتها الموالية للخارج على حساب مصالحها، وعندئذ، كلنا أمل أن بقية الدول العربية ستعترف بالإبادة الجماعية للأرمن من دون خوف أو توجس من إملاءات القادة الأتراك، ولتنضم إلى 22 دولة و9 منظمات أقرت بالمذبحة راهناً.
خاص لملحق أزتاك العربي | بقلم: ليون زكي