يعتبر مقهى “كربيس” من أوائل المقاهي بمدينة “القامشلي” حيث كان من أهم نقاط التواصل الاجتماعي بين الناس سواء للقاءات الترفيهية، أو لحل القضايا العالقة بين الأصدقاء.
مدونة وطن eSyria وبتاريخ 9/3/2013 التقت السيّد سعيد محمد العلي فقال: “عمري يقارب السبعين عاماً وهذا يعني أني عشت ذكريات هامة في حياتي من ضمنها لقاءات الأصدقاء في هذا المقهى، حيث كان يجمعنا الحديث اليومي عن همومنا ومشكلاتنا، عدا التواصل اليومي الذي كان يجمع أبناء المنطقة وزوّارها، ما قوى صداقة الكثيرين بعضهم ببعض، وجمع الكثيرين لحل قضاياهم ومشكلاتهم”.
خلدون صالح المحمّد، من أبناء ريف القامشلي، قال: “نحن كأبناء للريف لابد أن نذهب للمدينة لعمل الكثير من الأمور التي لا نجدها في قريتنا، لكن الأمر الهام الذي كان يجمعنا دائماً هو التواعد في مقهى كربيس ليكون نقطة انتظار والتقاء، وكثيراً ما كنا نسمع الحكايات الطريفة عن زواره وتعلقهم فيه.
أمّا الباحث التاريخي جوزيف أنطي فقال: “يُعتبر مقهى كربيس من أوائل المقاهي في المدينة، ولكنه الأول من نوعه من حيث البناء والحجم واحتضانه لكبار شخصيات المدينة، وقد امتاز بصالته الجميلة والمرتبّة بأناقة جميلة حيث كان ذلك من أهم أسباب جذب الأعداد الكبيرة من الروّاد والزوّار، والأهم أنه وجد في فترة زمنية لا تحوي مقاهي ولا أماكن ترفيه، لذلك كان لرواد مقهى كربيس الحضور القوي للتمتع بالجلسات وتناول الطعام في صالاته الفخمة
ويضيف: “المقهى استطاع أن يجمع جميع الطبقات الاجتماعية، فالمثقف يجتمع مع صديقه في زاوية معروفة في المقهى، وكبار السن في زاوية أخرى، التجار والمزارعون في زاوية، وبما أنّ منطقة الجزيرة السورية تضم العشائر بكل أنواعها فإن المقهى كان ملتقى ومجمعاً لاجتماعهم وتواصلهم مع بعضهم بعضاً”.
يعود إنشاء وتأسيس المقهى إلى شاب يدعى كربيس ميراييان ويُشهد له بالذوق الرفيع والكرم وحسن الضيافة، ويعرف عند كل أبناء المدينة بأنه كان شخصية اجتماعية بامتياز، ولذلك جهّز ذالك المقهى عام 1935 بصالة شتوية وأخرى صيفية وأخرى عائلية ليبقى على تواصل دائم مع الأهالي على مدار العام، وللمقهى زيارات في الذاكرة ومنها زيارة الفنانة السورية “لودي شامية” مع إحيائها حفلة فنية، وتشرف أيضاً بزيارة الرئيس “جمال عبد الناصر” عند زيارته للقامشلي حيث تناول طعام الغداء فيه، وغنّى فيه المطرب الكردي الشهير محمّد عارف جزراوي
يذكر أنّ المقهى على امتداد شارع الرئيس، ويتقاطع مع شارع الحمام مقابل بناء بلدية القامشلي وقد أغلق نهائياً منذ عدّة سنوات.
بقلم: عبد العظيم العبد الله