باريس، 12 أكتوبر 2022 — اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال مقابلة مع قناة فرانس 2 التلفزيونية، روسيا باستغلال الصراع في كاراباخ لإعادة ترسيخ وجودها في جنوب القوقاز.
وقال ماكرون إن روسيا “لعبت بشكل واضح لعبة أذربيجان، بتواطؤ تركي، وعادت إلى هناك لإضعاف أرمينيا، التي كانت دولة حليفة لها”.
وسخر الرئيس الفرنسي من وصف الجنود الروس في كاراباخ بـ “قوات حفظ السلام” قائلا: “هناك 5000 جندي روسي هناك. من المفترض أنهم قوات حفظ للسلام ولكن في جذور هذا الصراع يكمن صراع آخر فقد استغلت روسيا الصراع المستمر منذ عقود وتدخلت فيه، ولعبت بوضوح لعبة أذربيجان بالتواطؤ مع تركيا وعادت إلى هناك لإضعاف أرمينيا، التي كانت دولة حليفة لها. وانظري ما يحدث هنا هو مناورة مزعزعة للاستقرار من قبل روسيا التي تحاول إثارة الاضطرابات في القوقاز لإضعافنا وتقسيمنا جميعا”.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت فرنسا قد تخلت عن أرمينيا للحصول على صفقات غاز طبيعي مواتية مع أذربيجان، قال ماكرون “لا يمكن شراء قيمنا ومبادئنا بالغاز أو النفط”.
وقال ماكرون إن فرنسا تدعم أرمينيا، التي تربطها بها علاقة خاصة، لأن “أرمينيا حاربت دائمًا من أجل روح التسامح والسلام في المنطقة”. ونفى أي صفقة غاز مع باكو.
“لقد ساعدت قواتنا البحرية الفرنسية الأرمن قبل قرن أثناء الإبادة الجماعية الأرمنية. لقد حاربنا ضد المشككين وناكري الإبادة. وقد أتت العديد من العائلات إلى فرنسا. العديد من مواطنينا من أصل أرمني ويستمعون إلينا الآن.
وأضاف ماكرون أن هجمات أذربيجان في سبتمبر الماضي على أرمينيا كانت جزءا من خطة باكو لإنشاء ممر يربط بين أذربيجان وناخيجيفان مؤكدا أنه تدخل شخصيا لإقناع أرمينيا وأذربيجان بالتفاوض بشأن تطبيع العلاقات.
“اتصلت على الفور بالرئيس الأذربيجاني علييف ورئيس الوزراء الأرمني باشينيان، اللذين جاءا إلى باريس بعد أيام قليلة. فرنسا هي إحدى القوى الوسيطة في الصراع. وهكذا، أولاً وقبل كل شيء، أردت أن تتم دعوة هذين البلدين إلى براغ في قمة المجتمع السياسي الأوروبي. بالمناسبة، بفضل هذه القمة شهدنا اللقاء التاريخي الذي جمع رئيس وزراء أرمينيا مع رئيس تركيا“.
وقال ماكرون إنه، إلى جانب رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، أقنعا علييف وباشينيان الجلوس والاعتراف بحدود عام 1991 وقبول مهمة البعثة الأوروبية لمراقبة الحدود وتسهيل ترسيمها والتي ستذهب إلى أرمينيا في القريب العاجل.