يريفان، 26 سبتمبر 2022 — بسبب التوترات المستمرة على طول حدودها مع أذربيجان، قررت أرمينيا عدم المشاركة في التدريبات العسكرية التي بدأتها منظمة معاهدة الأمن الجماعي بقيادة روسيا في كازاخستان يوم الاثنين.
وذكرت وزارة الدفاع الكازاخستانية أن التدريبات التي ستستمر أسبوعين ستجمع بين “قوات الرد السريع” لروسيا وكازاخستان وبعض من دول الاتحاد السوفياتي السابق المشاركين في هذا التحالف العسكري. وفقًا لهيئة الأركان المشتركة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في موسكو ، فإنهم سيحاكون استجابة منسقة لصراع عسكري وهمي في آسيا الوسطى.
وقالت وزارة الدفاع في يريفان في بيان إن قرار عدم إرسال القوات الأرمينية للمشاركة في التدريبات جاء في ضوء “الوضع على الحدود الأرمنية الأذربيجانية الذي نشأ نتيجة للعدوان العسكري الأذربيجاني”. وأضاف البيان أن الوزارة أخذت في الاعتبار “المهام المحددة للقوات المسلحة الأرمينية” في ظل الظروف الحالية.
وكانت أرمينيا قد ناشدت منظمة معاهدة الأمن الجماعي للحصول على مساعدات عسكرية بعد ساعات فقط من اندلاع قتال واسع النطاق في عدة أجزاء من حدودها مع أذربيجان يومس 12 و 13 سبتمبر الحالي حيث هاجمت القوات الأذربيجانية مواقع الجيش الأرمني بالمدفعية الثقيلة والطائرات بدون طيار.
رفضت روسيا والدول الأعضاء الأخرى في منظمة معاهدة الأمن الجماعي الطلب، وقرروا بدلا من ذلك إرسال بعثات لتقصي الحقائق إلى أرمينيا مكلفة بدراسة الوضع على الأرض وتقديم توصيات بهذا الشأن. \
وانتقد المسؤولون الأرمن إحجام الكتلة عن الانحياز إلى يريفان علانية.
قال نائب وزير الخارجية فاهي كيفوركيان، خلال لقائه مع الأمين العام الزائر لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ستانيسلاف زاس، الأسبوع الماضي، إن الحكومة الأرمنية لا تزال تتوقع من منظمة معاهدة الأمن الجماعي “إجراءات ملموسة لاستعادة وحدة أراضي أرمينيا العضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي ومنع التصعيد الجديد”.
هذا ويرى مراقبون أن رفض أرمينيا المشاركة في التدريبات العسكرية الجديدة في الحقيقة هي اعتراضا على طريقة تصرف المنظمة وفشلها في صون وحدة أراضي الدولة الأرمنية في وجه الاعتداءات الأذربيجانية وليس له علاقة في الحقيقة بالوضع الراهن على الحدود حيث توقفت أذربيجان عن المناوشات بعد تدخل الولايات المتحدة وتحذيرها لباكو، عدا عن زيارة نانسي بيلوسي التاريخية والمفاجئة والتي جاءت لإظهار دعم واشنطن العلني ليريفان.