يريفان، 14 مايو 2021 — قالت وسائل الإعلام الأرمنية نقلا عن المكتب الصحفي التابع لرئاسة وزراء أرمينيا أن القائم بأعمال رئيس الوزراء نيكول باشينيان قد أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أجل مناقشة الوضع على الحدود الأرمنية الأذربيجانية في مقاطعة سيونيك جنوب البلاد.
وكانت القوات الأذربيجانية قد توغلت قرابة 3.5 كيلومتر في مقاطعة سيونيك وتحديدا بالقرب من “البحيرة السوداء” بحجة أن هذه المنطقة تابع لأذربيجان بحسب الخرائط السوفياتي وهي الخرائط التي عادا إليها الدولتان بعد التوقيع على اتفاقية مشتركة مع الروس لإنهاء العمليات القتالية في نوفمبر الماضي.
كما أبلغ باشينيان الرئيس بوتين أنه أصدر أمس تعليماته بالتقدم رسميًا إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي لبدء المشاورات وفقًا للمادة 2 من بروتوكولات معاهدة الأمن الجماعي.
من جهته اعتبر فلاديمير بوتين أن التصعيد الإضافي غير مقبول، معربًا عن أمله في سرعة استقرار الوضع وتهيئة الظروف اللازمة لتنفيذ الاتفاقات التي توصل إليها الجانبان وفق البيان الثلاثي المشترك الذي وقع في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020 و 11 كانون الثاني (يناير) 2021.
وجدد الجانب الروسي استعداده لمواصلة جهود الوساطة النشطة لضمان الاستقرار في المنطقة في حين اتفق الطرفان على أن حل هذا الوضع يجب أن يتم عبر عودة القوات الأذربيجانية إلى مواقعها السابقة.
وكانت أذربيجان بدعم علني ومباشر من تركيا قد شنت حربا على جمهورية آرتساخ الأرمنية المستقلة والتي انتهت بإعادة احتلال أجزاء منها بعد أن كان الأرمن من سكان الأقليم قد حرروها في مطلع التسعينيات من القرن الماضي. كما أسفرت الحرب الأخيرة عن سيطرة أذربيجان على الأقاليم المحيطة بكاراباخ والتي كان يسيطر عليها الأرمن من قبل حيث كانت تشكل حزام أمان لجمهورية آرتساخ التي ما تزال إلى يومنا هذا منطقة متنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان. أما أرمينيا وبنتيجة توقيع إتفاق وقف إطلاق النار برعاية روسيا في 10 نوفمبر 2020 فقد حافظت على الأجزاء الرئيسية من جمهورية آرتساخ وجلبت قوات حفظ السلام الروسية إلى المنطقة.