يقصد بعبارة “إنكار الإبادة الجماعية الأرمنية” التشكيك وعدم الإعتراف بأن ما تعرض له الأرمن بين الأعوام 1915-1923 كان إبادة جماعية وفقا لتعريق كلمة “إبادة” التي تبنتها الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
بين الحين والآخر نسمع في وسائل الإعلام المحلية والعالمية عن إعتراف دولة جديدة بالإبادة الجماعية الأرمنية ولكن لا نسمع أبدا عن إنكار دولة جديدة لتلك الإبادة. ذلك أن الإبادة الجماعية الأرمنية وإن كانت رسميا معترف بها فقط من قبل قرابة 20 دولة حتى الآن إلا أنها في الوقت نفسه غير منكرة من قبل معظم باقي الدول.
تعتبر تركيا وآذربيجان الدولتان الوحيدتان في العالم اللتان تنكران علنا الإبادة الجماعية الأرمنية. لا بل وبعض المسؤولين في هاتين الدولتين وخاصة في تركيا يتحفوننا بين الحين والآخر بتصريحات يتهمون فيها الأرمن بإرتكاب عمليات قتل بحق الأتراك.
إن إنكار الإبادة الجماعية الأرمنية قد أصبحت جرما يعاقب عليه القانون في بعض الدول الأوروبية ومنها سويسرا. ولكن في المقابل فإن الإعتراف بها من قبل أي مواطن أو كاتب في تركيا يعرضه للمسائلة والعقاب والسجن بتهمة إهانة الهوية التركية بحسب المادة 301 من الدستور التركي الحالي.
معظم العلماء والباحثين المختصين بموضوع إبادة الأجناس يقرون ويعترفون بأن الإبادة الجماعية الأرمنية كانت أول إبادة جماعية في القرن العشرين.
أنقرة تقول أن عدد القتلى الأرمن مبالغ فيه بشكل كبير وإن الطرف التركي أيضا تعرض إلى عمليات قتل على أيدي الأرمن الذين تعاونوا مع الروس ضد الحكومة العثمانية.. طبعا هذه الرواية التركية التي لا تمل أنقرة من تلاوتها في كل حين، ولكن رغم ذلك ما تزال قافلة إعترافات الدول الواحدة تلو الأخرى بـ الإبادة الجماعية الأرمنية تسير دون أي إصغاء.
في هذه الصفحة سنحاول التطرق إلى المواضيع المتعلقة بإنكار الإبادة الجماعية الأرمنية وسنسلط الضوء على الدول – وإن كانت قليلة – الناكرة علنا لإبادة الأرمن وبعض وسائل الإعلام التي ترفض هي الأخرى الإعتراف بحقيقة الإبادة الأرمنية.