أنقرة، 24 ديسمبر 2020 — أعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أنه يمكن لبلاده تأسيس علاقات مع أرمينيا في حال استجابتها لبعض الشروط.
وأشار تشاووش أوغلو، في كلمة ألقاها الخميس خلال مشاركته في الجلسة الختامية لندوة الأكاديمية الأمنية التي عقدها مجلس العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية التركية، إلى أن بلاده قد تقيم علاقات مع أرمينيا في حال التزامها باتفاق وقف إطلاق النار في كاراباخ (يقصد جمهورية آرتساخ) وامتناعها عن الاعتداء على ما وصفها بـ “أراضي أذربيجان”.
وأصدر الرئيسان الروسي، فلاديمير بوتين، والأذربيجاني، إلهام علييف، ورئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، يوم 9 نوفمبر بيانا مشتركا ينص على إعلان وقف إطلاق النار في جمهورية آرتساخ المتنازع عليه بين الجانبين الأذربيجاني والأرمني، اعتبارا من 10 نوفمبر.
وبموجب هذا الاتفاق عادت أذربيجان لتحتل مناطق من محيط جمهورية آرتساخ كان الأرمن قد حرروها في تسعينيات القرن الماضي لضمان أمن جمهورية آرتساخ.
هذا وتتم في هذه الأثناء عملية ترسيم الحدود بين أرمينيا وأذربيجان في مقاطعة سيونيك الأرمنية حيث ثمة بعض القرى المتداخلة بسبب تمددها خلال الثلاثين عام الماضية في حين أن الحدود اليوم يجب أن تعود إلى الوضع الذي كانت عليه فترة الاتحاد السوفياتي يوم لم يكن الأرمن بعد مسيطرين على أقاليم محيط جمهورية آرتساخ.
وكان رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان قد طمأن الشعب الأرمني يوم أمس بأن لا تنازل عن أي مليمتر من أراضي جمهورية أرمينيا لأي جهة وأن ما يجري في “سيونيك” هو فقط تعيين للنقاط الحدودية بين أرمينيا وأذربيجان بإشراف روسي.
وبالعودة إلى العلاقات الأرمنية التركية، لابد من التنويه أن لا علاقات دبلوماسية بين الطرفين منذ ١٠٠ عام إذ أن تركيا وبالرغم من اعترافها باستقلال أرمينيا مطلع التسعينيات من القرن الماضي (عن الاتحاد السوفياتي) إلا أنها رفضت في البداية فتح العلاقات مع يريفان بحجة إصرار الأخيرة على انتزاع الاعتراف الدولي بالإبادة الجماعية الأرمنية وبحة “احتلال” أرمينيا إقليم كاراباخ وهي الحجة التي تمسكت بها أنقرة طيلة الـ 10 سنوات الماضية والتي بسببها فشلت دبلوماسية كرة القدم التي أطلقتها عدة دول وقتها، من بينها سويسرا والولايات المتحدة وروسيا، لتطبيع العلاقات الأرمنية التركية، والتي بائت بالفشل بعد رفض برلماني البلدين التصديق على مذكرات الصلح التي وقعت في زيورخ سنة 2009.