أرمن السويد هم مواطنون ذو أصول أرمنية يعيشون في السويد بعضهم يحمل الجنسية السويدية والبعض الأخر لا.
يبلغ عددهم 8.000 وهم في غالبيتهم هاجروا إليها من بلدان الشرق الأوسط بسبب الظروف الإقتصادية الصعبة في تلك البلدان وقت سفرهم والبعض الآخر بسبب النزاعات التي اندلعت فب تلك البلدان كالحرب الأهلية اللبنانية سنة 1975.
مؤخرا استقبلت السويد بعض المواطنين الأرمن القادمين من جمهورية أرمينيا نفسها خاصة بعد الزلزال الذي ضرب البلاد سنة 1988 وحرب ناكورني كاراباخ التي استنزفت طاقات تلك الجمهورية الوليدة التي كانت للتو قد حققت استقلالها عن الإتحاد السوفيتي وكانت في وضع اقتصادي يرثى لها وإن كان الوضع قد تحسن في الوقت الراهن بشكل كبير.
الغالبية العظمى من أرمن السويد يعيشون في العاصمة ستوكهولم.
تاريخ التواجد الأرمني في السويد
تقول إحدى الأساطير السويدية أن ملك البلاد “بيتروس” في القرن العاشر كان مولعا بجمال الملكة الأرمنية ما دفعه بالسفر إلى أرمينيا للزواج منها. كما يبدو التأثير الأرمني واضحا في العديد من الأعمال الأدبية السويدية خصوصا ما يعود منها إلى العصور الوسطى.
الحضور الأرمني الرسمي في السويد بدأ في القرن الثامن عشر حين سافرت مجموعة من الأرمن برفقة الملك السويدي كارل الثاني عشر إلى السويد قادمة من تركيا سنة 1714 وقررت البقاء في السويد واندمجوا في المجتمع الجديد مع مرور الوقت.
وفي السنوات التالية عمل العديد من الأرمن في السفارة السويدية في القسطنطينية (الدولة العثمانية) ومن أولئك نذكر “هاكوب تشاميتش أوغلو” والذي كان موظفا مرموقا في السفارة السويدية في أوائل القرن الثامن عشر، ونذكر أيضا “هوفهانيس مورادجيان” الذي بقي كبير المترجمين في السفارة حتى منتصف القرن الثامن عشر.
ومع مرور الوقت ارتبطت عائلة مورادجيان بعلاقات قوية مع السلك الدبوماسي السويدي في الامبراطورية العثمانية لدرجة أن أبن وحفيد مورادجيان كل من إغناتيوس مورادجيان وآبراهام قسطنطين أوهانيس تم ذكرهم أكثر من مرة من قبل المؤرخين السويديين.
آبراهام قسطنطين أوهانيس كان هو الآخر موظفا في السلك الدبلوماسي السويدي في الدولة العثمانية وقد خدم أيضا في كل من إسبانيا وهولندا وألمانيا. توفي في مدينة برلين سنة 1851 إلا أنه كان حاصلا على شهادته من جامعة آبسالا في السويد. درس الأدب والتاريخ السويدي وتعمق في ثقافتها. عمل وقتا طويلا مع الباحث والعالم السويدي المشهور جون بيرزيلوس، ونال العضوية الفخرية لإتحاد علماء جامعة آبسالا بسبب ابحاثه الطويلة في الكيمياء.
جين آناستاتسي، تاجر أرمني من دمشق، عمل قنصل عام للسويد في مصر بين الأعوام 1828-1857.
بول سرافيان، موظف آخر رفيع في السفارة السويدية في القسطنطينية.
أوهان ديميرجيان، أبن السيد ستيفان ديميرجيان وزير خارجية مصر بين الأعوام 1844-1853 صاحب الدور الكبير في افتتاح قناة السويس وصاحب الفضل الكبير في إطلاق العلاقات الدبلوماسية الوطيدة مع الأسرة السويدية الحاكمة.
ديميرجيان مُنح الجنسية السويدية سنة 1867 وهو معروف جدا في الدوائر الأكاديمية السويدية كمؤلف لكتابين مهمين جدا عن العلاقات التجارية والأتصالات بين البلدان الأوروبية والشرق الأوسط.
قام ديميرجيان أيضا ببناء كنيسة صغيرة بالقرب من ستوكهولم. البناء ما يزال موجودا حتى يومنا هذا ويشبه طرازه إلى حد كبير الطراز الأرمني المعروف في أغلب الكنائس الأرمنية حول العالم.
الجالية الأرمنية في السويد اليوم:
معظم الأرمن في السويد وصلوا إليها قادمين من بلدان الشرق الأوسط وخاصة سوريا ولبنان وإيران، وعدد آخر من بولندا.. ومؤخرا كما ذكرنا سابقا استقبلت السويد عدد من الأرمن القادمين من جمهورية أرمينيا نفسها.
إنضم إلى الجالية الأرمنية في السويد لاحقا أرمن العراق وبأعداد كبيرة خاصة بعد الغزو الأمريكي سنة 2003 حيث أضطر جزء من أرمن العراق إلى العودة إلى أرمينيا وجزء آخر إلى دول أوروبية وخاصة السويد.
كما في معظم دول الشتات كذلك أيضا في السويد، بادر الأرمن إلى تأسيس فروع منظماتهم السياسية والرياضية والخيرية والتي باتت معروفة للجميع ونخص بالذكر جمعية الهومنتمن الرياضية وجمعية إعانة الأرمن ومركزها في العاصمة استوكهولم.
الإنتماء الديني:
معظم أرمن السويد ينتمون إلى الكنيسة الأرمنية الرسولية ويتبعون كرسي إتشميادزين في أرمينيا. لهم في العاصمة ستوكهولم مجلس ديني خاص بهم لتنظيم أمور الرعايا الأرمن. كما تم إنشاء جمعية آريفيك الشبابية التي تعمل جنبا إلى جنب مع الكنيسة.
الأرمن الكاثوليك أيضا لهم حضور بارز كما في كل دول الشتات الأرمني. وتقول بعض المواقع الأرمنية الخاصة بالشتات أن السويد تحتضن قرابة 150 عائلة أرمنية من اتباع الكنيسة الكاثوليكية.