23075.jpg

المحكمة العليا في تركيا توافق على تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد

المحكمة العليا في تركيا توافق على تحويل كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد

قال الكاتب الصحفي التركي عبد القادر سيلفي إن المحكمة العليا في تركيا وافقت على طلب تحويل آيا صوفيا في اسطنبول إلى مسجد.

وقال سيلفي، المعروف بعلاقاته الوثيقة بالحكومة والمسؤولين في أنقرة، في عمود نشرته صحيفة “حرييت” الصادرة باللغة التركية، وهي من الصحف الأكثر مبيعا في تركيا، إن المحكمة ستنشر قرارها يوم الجمعة بمجرد جمع جميع التوقيعات اللازمة.

كما أكد مسؤولان تركيان أن من المرجح أن تعلن محكمة يوم الجمعة أن تحويل الأثر التاريخي آيا صوفيا في إسطنبول إلى متحف في عام 1934 كان غير قانوني مما يمهد الطريق أمام إعادته إلى مسجد رغم المخاوف الدولية.

وقال مسؤول تركي بارز “نتوقع أن يأتي القرار بالإلغاء وأن يصدر الحكم يوم الجمعة”.

وقال مسؤول من حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية الذي يتزعمه أردوغان إن “قرارا لصالح الإلغاء” متوقع يوم الجمعة.

وقالت الهيئة التي أقامت الدعوى إن آيا صوفيا من أملاك السلطان العثماني محمد الثاني، الملقب بمحمد الفاتح، الذي سيطر على المدينة عام 1453، والتي كانت تعرف في ذلك الوقت باسم القسطنطينية، وحول الكنيسة التي كان عمرها 900 عام بالفعل إلى مسجد.

ورفع حزب العدالة والتنمية الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان من مساعيه لفتح آيا صوفيا للعبادة كمسجد عادي بعد تلاوة القرآن داخل الموقع التاريخي الذي يعود إلى القرن السادس في أواخر مايو. وقال مجلس الدولة خلال الأسبوع الماضي إنه سيدرس الأمر وسيتخذ قراره في غضون 15 يوما.

وقال سيلفي إن القرار يحمل تبعات تاريخية ولكنه يحظى بموافقة واسعة من الشعب التركي. وأشار إلى إن البعض سيرون إعادة فتح الموقع كمسجد قرارا متّخذا بدوافع سياسية، لكنه جاء قبل الانتخابات الوطنية المقررة في 2023.

من جهة أخرى، عارضت الجماعات المسيحية في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى كبار السياسيين والمسؤولين الحكوميين في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا، دعوات أردوغان لتحويل آيا صوفيا إلى مسجد، حيث أكدوا أن الخطوة تهدد بإثارة توترات دينية. وعلا صوت اليونان التي كانت صريحة في معارضتها لهذه الفكرة.

شُيّد الموقع في البداية ككاتدرائية ومقر للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية حتى الغزو العثماني للقسطنطينية. وأصبح موقعا مدرجا على برنامج التراث العالمي لليونسكو. وكان مصطفى كمال أتاتورك، الذي يعتبر مؤسس تركيا الحديثة، قد أمر بتحويل المسجد إلى متحف في 1934 كجزء من الإصلاحات العلمانية في البلاد.

وقال البطريرك المسكوني بارثولوميو، المقيم في إسطنبول والزعيم الروحي لنحو 300 مليون مسيحي أرثوذكسي حول العالم، إن تحويل المبنى إلى مسجد سيكسر الجسر بين العالمين الإسلامي والمسيحي. وقال رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إن ذلك سيشكل تهديدا للمسيحية. وحث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو واليونان أيضا تركيا على الإبقاء على الأثر كما هو. لكن جماعات تركية ظلت على مدى فترة طويلة تحشد التأييد لإعادة آيا صوفيا إلى مسجد قائلة إن ذلك سيعكس بشكل أفضل هوية تركيا كبلد ذي أغلبية كاسحة من المسلمين.

scroll to top