قليلون في العالم يعرفون ما قد لا يصدقه أحد، مع أنه حقيقي معزز بأدلة، وهو أن لبنان كان أكبر من لحقت به خسائر في الأرواح زمن الحرب العالمية الأولى التي قضى أكثر من 16 مليون قتيل وما يزيد عن 21 مليون مشوّه وجريح من عشرات الجنسيات والأعراق والدول.
إلا أن أياً من الدول التي شاركت بالحرب أو تضررت منها مباشرة، لم يفقد خمس سكانه سوى بلد واحد فقط، هو لبنان، فمع أن أرضه “تدر لبناً وعسلاً” وفقاً لما وصفه مؤرخون قدماء، إلا أن مجاعة نادرة عمته بعد عام من بداية الحرب واستمرت إلى نهايتها، وضحاياها كانوا 200 ألف من سكانه البالغين مليوناً تقريباً ذلك الوقت، معظمهم من منطقة في شماله، كان اسمها “متصرفية جبل لبنان” و تتمتع بالحماية الفرنسية، فيما كانت بقيته تحت الاستعمار العثماني.
قناة الحرة قامت قبل أيام بإعداد تقرير كامل عن المجاعة التي تسبب بها العثمانيين بحق الشعب اللبناني مع أسماء الأشخاص الذين تعاونوا مع المحتل العثماني لتنفيذ هذه المجاعة الكارثية التي ترفض تركيا الاعتراف بها إلى اليوم.