كثيرة هي الوثائق التاريخية التي تؤكد حقيقة الإبادة الجماعية الأرمنية ولا تترك أي مجال للشك ولا حتى 0.000001%. ولكن الوثيقة المرفقة أدناه تقدم لنا حقيقة أخرى ربما لسبب ما لا يولى إله الإهتمام بشكل كبير.. وهذه الحقيقة هي موضوع ولايات تركيا الشرقية، الوطن التاريخي للأرمن.
فيما يلي نص برقية أرسلتها السفارة الأمريكية في القسطنطينية سنة 1915 إلى الحكومة التركية بناء على طلب من وزارة الخارجية الفرنسية وموضوعها نص لبيان صدر من وزراء خارجية الدول الثلاث (فرنسا، بريطانيا و الولايات المتحدة) بخصوص ما يتعرض له الأرمن.
برقية مرسلة
وزارة الخارجية ، واشنطن
29 مايو 1915
السفارة الأمريكية،
القسطنطينية.
إشعار إلى الحكومة التركية بناء على طلب وزارة الخارجية الفرنسة
اقتبس. 24 مايو
منذ ما يقرب من شهر ، يقوم سكان أرمينيا من الأكراد والأتراك بممارسة عمليات قتل جماعية بحق الأرمن غالبا بتواطؤ ومساعدة من السلطات العثمانية. وقد قعت مثل هذه المذابح في منتصف أبريل في أرضروم ، وديرتشون، وإيجوين، وأكن، وبيتليس، وموش، وساسون، وزيتون، وفي جميع أنحاء كيليكيا. تم قتل جميع سكان حوالي مائة قرية بالقرب من فان. في تلك المدينة يحاصر الأكراد الحي الأرمني وفي الوقت عينه تقوم الحكومة العثمانية في القسطنطينية بإساءة معاملة السكان الأرمن المسالمين. في ضوء تلك الجرائم الجديدة التي ارتكبتها تركيا ضد الإنسانية والحضارة، تعلن حكومات دول الحلفاء للباب العالي علانية أنهم شخصيا يتحملون المسئولية عن هذه الفظائع.. جميع أعضاء الحكومة العثمانية والموظفيهم المتورطين في مثل هذه الجرائم والمجازر.
نهاية الاقتباس.
أهم ما يميز هذه الوثيقة عن غيرها من الوثائق الخاصة بالإبادة الجماعية الأرمينة أنها ليست فقط دليلا على ما تعرض له الأرمن من فظاعات على أيدي السلطات العثمانية.. بل هي أيضا دليل على احتلال العثمانيين لبلاد الأرمن.. فالوثيقة لم تقل (الأتراك والأكراد يقومون بقتل الأرمن في الأمبراطورية العثمانية)..
بل قالت: (يقوم سكان أرمينيا من الأكراد والأتراك بممارسة عمليات قتل جماعية بحق الأرمن غالبا بتواطؤ ومساعدة من السلطات العثمانية)..
هذه الوثيقة اعتراف من الدول الكبرى وقتها أن تركيا المحتلة لأرمينيا كانت تمارس عمليات قتل جماعية بحق الأرمن.. وإعتراف هذه الدول رسميا بالإبادة الجماعية الأرمينة (لم يبقى سوى بريطانيا) يعني إمكانية إعادة الحديث عن هذه الوثيقة المعلنة والعشرات من الوثائق التي لم يتم الكشف عنها بعد من أرشيفات تلك الدول.
أخيرا.. لعرض وتحميل النسخة الأصلية من الوثيقة: انقر هنا.