أصدرت وزارة الخارجية الأرمنية بياناً في رد على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التي ألقيت في الولايات المتحدة حول الإبادة الجماعية الأرمنية.
جاء في البيان:
“في ضوء التقدم المحرز في الاعتراف الدولي بالإبادة الجماعية الأرمنية، أدلى رئيس تركيا مؤخراً بتصريحات مثيرة للجدل تشوه الواقع. وتحتوي هذه البيانات على ادعاءات تهدف إلى تبرير الإبادة الجماعية عن طريق إهانة الضحايا. في 24 أبريل 2019 حاول رئيس تركيا بالفعل تبرير الإبادة الجماعية الأرمنية من خلال وصفها بأنها «العمل الأكثر عقلانية» والإشارة إلى ضحايا الإبادة الجماعية بوصفهم «عصابات أرمنية وداعميهم». علاوة على ذلك فإن رئيس تركيا يحرم في الوقت الحالي ضحايا الإبادة الجماعية الأرمنية من وطنهم التاريخي عن طريق وصفهم بالبدو الرحل، ناسياً بذلك تاريخ أسلافه والسكان الأصليين في المنطقة.
والواقع أن الاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية وإدانتها ضروريان لخدمة الحقيقة والعدالة التاريخية، ومع ذلك فمن الضروري اليوم ليس فقط للتاريخ والمؤرخين، بل للبشرية جمعاء وخاصة الضحايا المحتملين للجرائم القائمة على الهوية، إنها ضرورية بالنسبة لجميع الأشخاص والشعوب الذين يُتهمون بأنهم إرهابيون- ببساطة بسبب أصلهم العرقي والديني ومن ثم يتعرضون للعنف والترحيل القسري من قبل جمهورية تركيا في البلد المجاور لها. من الضروري التغلب على تصورات الإبادة الجماعية وحماية عالمية حقوق الإنسان.
الإبادة الجماعية الأرمنية حقيقة واقعة لأحفاد الإبادة الجماعية والمجتمع الدولي، وقد استُخدم هذا الواقع أيضاً كأساس لوضع اتفاقية عام 1948 لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها والآليات اللاحقة لمنع الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
من خلال تبرير وإنكار الإبادة الجماعية الأرمنية والسياسة العدوانية التي تميزت باستخدام القوة ضد جيرانها واستمرار الحصار البري لأرمينيا لأكثر من عقدين من الزمن وتقديم المساعدة السياسية والعسكرية لأذربيجان في سياق نزاع ناغورني كاراباغ، تركيا لا تزال تشكل تهديدا أمنياً للشعب الأرمني، الذي نجا من الإبادة الجماعية.
يتعين على تركيا إعادة النظر في سياساتها العدائية الحالية ضد أرمينيا والشعب الأرمني والتي قد تصبح الخطوة الأولى في التغلب على عواقب الإبادة الجماعية والحد من التهديدات الإقليمية”.